المفكر العراقي الزاهد هادي العلوي 5 ـ 6 هشاشة المثقف العضوي وتهافته مقابل الزاهد العضوي
    السبت 26 يونيو / حزيران 2021 - 04:33
    أ. د. إشبيليا الجبوري
    رسامة وكاتبة وشاعرة ومديرة في وكالة ناسا للفضاء
    لا شك أن موضوع "المثقف العضوي" له مصادر متعددة و مختلفة كثيرة٬ ومنها ما هو غربي أو شرقي أو عربي. ولكن بما أننا بصدد الأبتلاء التأويلي التحليلي للمثقف. فمعطيات حلقتنا تعكس إشكالية عويصة للعلاقة المنهجية للمثقف مقابل الزاهد العضوي٬ فإننا أمام طرفي نظير تعبر عن هشاشة المثقف العضوي وتهافته بقد ما أضفى عليها من تهافت ورخاوة في المواقف. وأن العقلنة الماركسية الثقافية٬ تعد موضوعيتها٬ تعيين هندسة الخطاب الأنسانوي٬ الماركسية الأنسانوية الثقافية٬ وفق خارطة الفلسفة الماركسية " الذي لا يزال لها وجود٬ بأن المفكر الماركسي٬ مثقفه العضوي يعد قدرة وحيدة في المركز٬ وله ما يؤثر مباشرة على مثقف المحيط العضوي٫ ليس طلك من أجل أن يكتشفه في أختلافه الثقافي الحقيقي٬ في مغايرته الخام٬ بل إشكالية في تثبيت علاقة هندسة خارطة الأنزياح.  إن شئتم. 

    فأن الظهور والسؤال عندها؛ بهشاشته٬ يبدو جليا وإنما استمرارا ميتافيزيقيا تقليديا٬ للعقلانية الماركسية الذاتية٬ التي تتكشف بموجب نظام معرفي ضمني٬ يستحدث اشتقاقاته من قواميس "أنسنية الخطاب الضمنيالأوربي" ما تعده له معرفة الظواهر خلفية رؤية مؤلة بمنهج وأسلوب جديد. وهنا ليس هو التأويل بما يتناسب مع الخطاب المضموروراء فعالية العقلنية الماركسية الموضوعية٬ بل محض ظهور وتبني التأويل المعرفي بطريقة "الخطاب الأوربي المركزي"٬ بشكا خاص ما يتعلق "بالحرية الفردية" والحقوق عنها داخل العلوم٬ لذتنامية الحراك الثقافي باستحداث الظهور المؤول بالمعنى التي تتقصدته الميول الأوربية من فعالية ما يسمى "الخطاب المعرفي الحداثي" وما بعده.

    أن موضوع الحلقة هنا٬ يحدده نوع القصدية ما بين فلسفة المثقف العضوي وتهافتها به؛ والتي سنتبينها٬ مقابل الزاهد العضوي. سنوضح إليه من هذا المقال عن إشكالية هذه الهشاشة وما تم الانتقال بها إلى الثقافات الأخرى٬ وأستعادة الابتلاء الثقافي في النقل من قبل من له مصلحة حضارية لفسفة تغيير معينة.

    لم يكن للحلقة من مقصد الـ"تهكم"٬ حتى في أختيار الكلمة٬ من تجاوز للسردية العائمة٬ التي لا شك أن للفلسفة الغربية "الحداثية" تماثلاتها الخالصة٬ المتمثلة في بناء إرادة "الفردانية" الذهنية والمضادة. إن شئتم.

    وهنا٬ أن تدل الوقفة عندها في الحلقة٬ إلا إنها لها منهجية تدرك مشاغلها على عالم الأشياء بمبادئها٬ وعلل توجه ثقافتها الأولى؛ في التحرر من خلال "الحداثة" تجاوز الإرادة العامة٬ أو تغفيلها بالضرر في نظرها٬ أي الحداثة البعدية للتغيير٬ والتوجه إليها بالتغيير نحو الفردانية٬ كنظام يتأتى الرجاحة إليها من "الداخل/الأنا" أي العقلانية الذاتية٬ لا من مصادر العقلانية الموضوعية.

    وهنا تظهر الفجوة الثقافية التي يرسو إليها النقل إلى التغيير٬ أي لفعل ضرورة الثقافة العضوية من الوعي الفرداني٬ كأصلها٬ في الأفهوم الفلسفي الحداثي. واذا كان معظم المثقفين العرب يسمون الثقافة العضوية بالثقافة الذخيرة٬ فمرد ذلك إلى أن هذه الثقافة لم تزدهر في عالم "المركز الأوربي" الذين يتقاربون على مذهب الفردية٬ أو مطبوعي التكافل٬ إظهاره في أفهوم العقلانية الماركسية الموضوعية٬ أقدر عناية ومعرفة٬ إلا بعد ترجمة المراكز الثقافية اليسارية إلى العربية٬ لغرض تفعيلها كـ"ثورة ثقافية". 

    وعلى حسب ما أدركوه بفارق التعليل؛ متابعة العناية الثقافية٬ التي تدل على ميولهم إلى تعليل الأشياء على سبيل التدريب على المعرفة والعلوم٬ وتأليف أهل الاختصاص المستمدة من تعلم تجارب الحقائق اليومية٬ والتأويل التحليلي للأراء والمعتقدات. تمنحهم المعرفة٬ ثقافة مبنية على تعليل الأشياء بالاسباب المادية تارة والروحية عبر فنون الادب٬ تارة تارة أخرى. 

    ومهما يكن من أمر٬ فأن هذه الآراء على ما فيها من تسرع أو بطء في التعميم٬ إلا أنها تعكس التدقيق والتحقيق المعبر عنها كحقيقة تاريخية لا ريب فيها. وهي أن المثقف العضوي العربي لم يشتغل في أدبياته بعلمية الفلسفة الماركسية٬ رغم جهوده المضنية في بلاد يحكمها الطغاة. لقد كان لديه كما بينا سابقا في معارف "الزاهد العضوي" (هادي العلوي) أبحاث ومعارف وتجارب فكرية ونضالية وإنسانية طبيعية متصلة بمعارف الماركسيين وغير الماركسين٬ ومعارف علمية تجريبية مصحوبة بالرقي والإرادة والتمائم؛ وأفكار زاخرة بأخبار الشعوب (خاصة التجربة الصينية)٬ والصراعات والتكتلات والمواقف والأحكام٬ والدراسات في إشكالية النزاعات٬ التي تدل على منازعهم العقائدية٬ بأدبيات الماركسية أو غيرهم ٬ وشعر بثقافة الزهد تغلب عليه٬ على مكونات خلفيات ثقافته الروحية والخلقية٬ في علاقتها بتطلعاته الفكرية ٬ وطبيعة التفكير الفلسفي التي يؤلف من خلاله توجهاته النحو تحليل الماهيات بأحكام الكيفيات والكميات والاستعمالات بأحكام التحقيقات في استعمالات الأمور الآهلة٬ بظواهر طبائع الأشياء٬ فجعل يوطد علاقته في الدراسات والابحاث ليؤلف موقفا يدل على منازعاته الفلسفية اتجاه "المقف العضوي" المثقف الماركسي الموضوي، من أجل ذلك شد اشتغاله على ترجمة المفاهيم المتماثلة٬ والمفارقات المستعملة بالميول التأويلية التحليلية للتاريخ والحركة الثقافية٬ وما عكسته تلك٬ في أزدهار مواقفه الواضحة  والصريحة المعلنة. عموما؛
    ولاجل إن تسعى الحلقة إلى النظر في إشكالية الموضوع٬ تبين لنا أن لهذا الاتصال الثقافي مظاهر مختلفة من المعطيات التي لابد أن نخرج بها٬ وأهمية التعرف عليها٬ من خلال الإجالة في المتن٬ الا وهي:  
    أما المعطيات العلمية والتعليمية٬ التي يتطلب فيها من مخرجات٬ هي: 
    I. كيف يمكن للمؤسسات/المنظمات/الجمعيات/الهيأت الثقافية؛ مواصلة متابعة أنشطة القوى الثقافية العاملة؛ لتمكين المثقف العضوي/ أو الزاهد العضوي؛ من تحسين إدارة المعرفة والمعلومات الرصينة٬ من أجل تجنب الهشاشة بين الخطاب٬ والعمل مع واقع الحياة؟
    II.ما الموازنة الثقافية في تجنب ضعف و مخاطر المفارقة بين الابتكارات الثقافية المتقدمة؛ التي تعمل على تحسين جودة الفعل الثقافي٬ وبين تلك التي ترهل الوعي الذاتي٬ وتهافت ثقافة الذات بالتكاسل ؟
    III.متى يكون مشروع الرصيد المرجعي الثقافي٬ أن يؤهل المثقفون من تجنب الخمول المعرفي٬ والأمتثال لتحسين فاعليتهم وتعزيز فرصهم في انشطة الثقافة التنظيمية ؟
    IV.ما طبيعة دور المثقف العضوي/ الزاهد العضوي التوجيهي في التأهيل والتدريب والبحث في تحسين الاداء الثقافي والتعليمي والاخلاقي على تطبيقات الثقافة التنظيمية.؟

     فالانطلاق من مجرد تعيين هشاشة هندسة  "المثقف العضوي" ظاهرة أو علاقة بين ثقافة الذات "المركز" والآخر "الهامش"٬ ما جعل يضع (هادي العلوي) حدا لقيام مثل هذه ثنائية التماثل بالحوار مثال " الشغيلة الثقافية والأنسنة الثقافية٬ المرسلة من المركز إلى المحيط/ أو الهامش. هنا نلاحظ أن (الزاهد العضوي)٬ أنهض سلطة الذاتية الخاضعة لسلطة "النفس أو الذات الثقافية/الهوية الثقافية في سلطة أنظومة المعرفة الماركسية المضمرة٬ والمؤسسة لمشروع المثقف العضوي الثقافي الغربي لما يراد مقابلته بالمثقف الماركسي التقليدي. أن كشقه عن نقاط الضعف والقوة والاختلاف المعياري "في  مفهوم الأنسنة الثقافية"٬ هي إشكالية هندسية في تصميم البنية الثقافية التنظيمية٬ وليس مجرد تعيين العلاقة والانسجام بين المركز والمحيط٬ بل جعل المركز "الأوربي" موقعا محددا٬ مركزا ثقافيا٬ فارضا على الآخر شكل العلاقة٬ مبينا ما يكون للاخر بلا مركز لقيام الحوار مقابل تعيينات مستقبل المحيط في التنمية وما يحيط بلبس في آلية عمل واشتغال الاستراتيجيا للمركز.

    إذ أن٬ العقلنة الماركسية الثقافية٬ تعد موضوعيتها٬ تعيين هندسة الخطاب الأنسانوي٬ توكيد الماركسية الأنسانوية الثقافية للدائرة من المركز إلى المحيط٬ وتثبيت أولوية شكل وطبيعة العلاقة على ذاتها المنفتحة على "أناويتها" ـ نسبة إلى الأنا ـ الأنسانوية ـ٬ حين يثقف العضوي الآخر٬ ليس ذلك غايته أن يفتح الخبرات وتبادل التجارب الثقافية في الاختلاف المعرفي٬ وما يعبث بها من ميول أو يرجح إليها تدريس العبور والتغيير. وإنما أيضا يلفت أنتباه "المثقف العضوي الهامشي/الآخر"٬  أن يعيد أنتاجه المعرفي وفقا إلى يثبت أنتاجية أصول تابعة للمركز. حين ذلك٬ ليؤكد أنزياح الخامات الثقافية الخاصة/ الفردانية٬ أن تكشف فردانية الآخر٬ لأجل أن يكون مادة أكتشاف مركزية. بعد ذلك يشكل هوية المتعين من ردهة المركز/ الأنسان المطهر من ثقافة المركز. بمعنى٬ أن ليس مبعثرا نزقا٬ ولا بدائيا وغريبا ومتخلفا٬ أو مرتهنا لثقافته المرتهنة لطقوسه وعاداته الغرائبية٬ وهكذا "يزكى"٬ إن شتم. من ثمة إنسانية لديه٬ ليكون  فردانيته ـ الأنسانوية ليس بمختلف حتى يعاد إنتاجة مرة أخرى بالمختلف/الآخر من جديد.
     
    فمنطقة هشاشة المثقف العضوي الغرامشي٬ هو محاولة خلق الآخر من المختلفم وهذا الأختلاف الثقافي٬ يخرجه إنسان مركزي واحد٬ يعين معايير طبيعة السياقات  الإنسانوية٬ في مغايرة الثقافات الخام٬ إشكالية صناعة التبعثر٬ والإزاحة والغرائبية المرتهنة على خلق الأختلاف/الآخر. فالهشاشة في آدبيات العثلانية الماركسية الأوربية٬ تقودها لمثقف عضوي خاضع لتاريخها الغربي بالطبع٬ الذي لا يحق لأحد أن يكون باحثا نقديا من خارج تاريخها٬ بهذا المعنى أن المثقف العضوي له عقلانية غربية تقوده وحده٬ أو أن يكون الآخر مطيعا في ثيمته الأنسانوية "الحداثية٬ وما يثبت أن العقلانية الماركسية الغرامشية "الذاتية"٬ لها جغرافية اللامفكر والارتهانية٬ ومنطقة مثقفه العضوي المثقف قد يتجاوز موضوعيته تماما٬٬ فارقته أن يشرع أنظومات تأسيسية تاريخية لذاتها٬ والزاهد العضوي "هنا" هو بمثابة المثقف المختلف الغرائبي٬ هذا ما آراد إليه (المفكر هادي  العلوي) بالوصول٬ والذي كتب عنه بتمييز الخطاب الصريح والمتقن بهندسية الخطاب المعني ذكره٫  ليس من خارج الفهم المتخارج عليه٬ إنما هو نصب منهجية نقدية ما قبل التاريخ٬ والفهم المادي للتاريخ... التاريخ الغربي من وجهة نظر الفلسفة العقلانية الماركسية الموضوعية/الذاتية٬ معتبرا أولوياته  نقد العقل التاريخي الغربي٬ الذي لا يحق نقده إلا الغربي.

     فثقافة الأوركيولوجيا٬ تأخذ مبحث الثقافة وفق ما يصطلح عليه "بالأنسوية  الربية" على أعتبر هم وظفوا مجهودهم العلمي والبحثي٬ على معطيات فرضية معنية بالتاريخ والأنسان الاوربي. وعندما قام (الباحث هادي العلوي) بمحاولة تقييم وجهة النظر الأوربية عن من هو المثقف العضوي الآخر/الهامشي٬ فوجد أن "المثقف الغير أوربي" يعاد أنتاج ثقافته عن نفسه٬ أو عبر إخضاعه لمنهجيات ثقافية٬  تبعثر ما عرفه في شكل العلاقة الطبيعية من الخطاب التراثي والفلكلوري للشعوب٬ الذي يعد بأنه قرءة ما ورئية لثقافات الشعوب ومعارفهم؛ إن شئتم. وبالتلي أعتبر أن المحصلة التأويلية التحليلة الغربية لها ثقافة تصنع لنفسها الطبقة أو التركيبة الثقافية العليا٬ ونصابها المعرفي التاريخي٬ هو إنتاج مركزيته العليا٬ وهذه بالضرورة تأكيد إخضاع المختلف /الآخر اللامفكر وعاداته الغرائبية٬ بل و إنسانويته الثقافية العضوية٬ إخضاعها إلى مشروع يفودها المثقف العضوي الأوربي٬ أو داخل إطار العقلانية الماركسية الذاتية٬ يتدبرها خطاب المثقف العضوي ٬ بثبات مركزيته وما يثبت إعادة إنتاجها.

    غير أن ذلك نظرة (المفكر العلوي)٬ لا يعنيها تقييما ثقافيا سلبيا٬ لتلك المنهجيات. مما يضيف إلى نفسه ثقافة مضافة عبر أخضاع ذاته أتساع من النسيج الثقافي الأممي٬ زهدية شمولية٬ أقعدها وضع منهجيات نابعة من الثقافة الشرقية/التاوية/أو التراث العربي الاسلامية٬ ملحقها داخل إطار السياق المعرفي الذي أولدها من نبع زهدي متعاليا٬ سرا أو علانية٬ إن شئتم.

    وهو ذلك السياق الثقافي الذي ينظر خلاله٬ على أن المشروع الثقافي العضوي الغربي٬ لا يزال خارج ذاته٬ هشاشاه في تلك المنهجيات المتهافتة في تقييم التركيبة العليا للثقافة "الإنسانوية"٬ بل يمسها بعقلانية عدمية الذات الإنسانوية٬٬ بل موعزا إياها٬ أنها ليس الوحيدة المرشحة للحضارة أو في تحقيق أنظتها المعرفية الكونية٬ ولا يتناسب منهجيا مع المشروع الماركسي العقلاني الموضوعي/الذاتي٬ أو التناغم المعرفي لهذا المفهوم. في حين المثقف العضوي تبلغ هشاشتها في القطيعة المعرفية التاريخية الكبرى ٬ التي قد تحققت في أنظومات ثقافية علمية رئيسية في الخطاب المؤسسي٬ كالقطيعة الثقافية والمعرفية للعلوم الطبيعية والأقتصادية٬ والأجتماعية٬ وعلوم اللغة والقانون٬ وتجسدت في أنهيار المنظومة الاشتراكية الخطيرة٬ حين أثبتت عجزها في تأهيل مشاريع تطبيقية لمنهجيات المعارف الرئيسية٬ بل أسقطت العقلانية للخطاب الثقافي الماركسي الموضوعي٬ والآليات المراجعة التصحيحية للسياقات التي لا يزال البعض من يتمسك ثقافيا في نظرته للمثقف العضوي٫ مما يجعلت مرجعيته في حالة قطيعة ثقافية تاريخية فضيعة٬ من خلال إسقاطات التمثيل الذهني وإمكانيتها في أن تفرض إلى عزلة الخطاب عن الشيء٬ وفقا تسمية "الاستقلالية الموضوعية للشيء" وبالتالي تماهي العلاقة مع معه؛ والتي بالضرورة يأشكلها الأنمودج الأيديولوجي معها. إذن٬ نسيج الخطاب الثقافي يأخذ طابع الإشكالية في تكامله حسب التحليل التأويلي الميتافيزيقي٬ عقلانية المركزية المتناهية٬ التي تقود الأنظومات والسياقات لأبنية الخطاب الثقافي الأممي في مجال الثقافة وعضوية التماثلات التاريخية المناسبة له٬ "إنسانوية"٬  الخاضعة توجهاته إلى المركز ٬ بطبيعة الحال٬ إن شئتم.

    أي بمعنى٬ إن إشكالية الهشاشة هاته في الخطاب٬ شكلت تهافتا هائلا بين ما يأنظمه المثقف العضوي من تماثل استراتيجي لخطابه الثقافي الإنسانوي٬ وما تفرضة التحولات الإبستمية الرئيسية الكبرى٬ بل خلق أرتجاعي واضح بما يحدث من قطيعة على الصعيد المركزـ المركز٬ والآخر ـ الآخر (الهامش/الهامش)٬ مما جعل الخطاب الثقافي ما هو محايث وعيني٬ في المنهجيات الفلسفية المادية العلمية (مفارقة قطائعية أبستمولوجية) صريحة٬ على مستوى العلوم وتبطيقاتها الفلسفية٬ كسياقات وأنظمة متماسكة٬ بين مشروعها الثقافي وأفهومها العلمي للتاريخ. وهطا ملاحظ على مستوى "العلوم الطبيعية التطبيقية" أو علوم "الأحياء" وتحولات الثروات الاجتماعية والسياسية المعرفية. لما لها من مرشح تاريخي وحيد في الصراع٬ أو في تقويم التحليلات التأويلية لتاريخ الصراع التاريخي.

     بحيث أفرد (العلوي)٬ باعا هائلا في تقويم هذا التفاوت الهش في الخطاب العقلاني الماركسي الموضوعي٬ لما يحاول أن يدمج به من بواطن للخطاب الأوربي المركزي٬ تجاه الآخر. بحيث عرضت أفكاره النقدية الثقافية٬ ليس بما يتمثل عنه؛ كخطاب ماركسي ـ لينيني٬ بل ما تقوله المركزية الأوربية في تمثيل هذا التفاوت الهائل بين ما يحدث في خطاب المثقف العضوي "الماركسي العقلاني" وما يحدث من إدماج المعيار المعرفي في الثقافة نفسها والخطاب الذي يتم به من خلال إبراز ما تناهى به على أعتباره حقيقة علمية صارمة.
    غير أن  ما يراه (العلوي)٬ إن الحقيقة المتناهية٬ هي قطيعة الخطاب المتفاوت عما يحدث٬ كحقيقة. وليس مجرد تمثيل للحقائق في الردهات المعرفية٬ وسياقات ميادينها المعرفية الاساسية في ثقافة العضوية التنظيمية٬ وما يلزم الألتفات إليه في الخطاب الضمني العقلاني الماركسي الذاتي٬ الذي يسود المشروع الثقافي الغربي٬ بعد "إنزال العلم السوفيتي الرسمي" وأنهياره في الميادين الثقافية التنظيمية. وبين العلوي ما تفاوت به الواقع المركزي في الخطاب الثقافي الضمني من أستمرارية في التناهي؛ الذي يسود دمة تأثيره على البناء الايديولوجي لأفكار وأطروحات الشمولية الأممية الكبري٬ وضمنية قيادة  وتدبير "الآخر/الهامش/المحيط/المتخلف"٬ كما تدعيه التحليلات التأويلية المركزية٬ أزاء التطرق إلى معارفه العالمية الميدانية. 

    العلوي يوجه خطابه الثقافي٬ زاهدا ثقافيا عضويا٬ تمثيل عنه٬ يسوده مشروع ثقافي تراثي شرقي٬ و إسلامي٬ من حيث هو أيديولوجيا متماثلة مع الخطاب الغربي المركزي٬ إن تحلى بالخطاب الثقافي العقلاني الماركسي/ أو الحداثوي الانسانوي موضوعيا/أو ذاتيا٬ فإنه يستنطق التجارب المعرفية الحقيقة الذي يتوقد فيه الفهم الحضاري للإنسان تاريخيا٬ لأجل أن يسود خذابا ثقافيا واضحا٬ له من المعايير التي تدبر الميادين المعرفية للتغيير٬ ويعكس طابع الخطاب في المجالات العلمية الإنسانية وأنظوماتها الثقافية والسلوكية التطبيقية الحريصة٬ أي تقود وحدة المنطوق الحضاري وفق تماثل البحوث التطبيقية الناجعة في تحقيق معاير المراجعة الحية لتدبير التعاون الاستراتيجي الثقافي والاخلاقي العضوي للتاريخ الإنساني؛ الا وهو  أن تحدد أفاق المرجعيات الرئيسية في مجالات العلوم والميادين المعرفية٬ وتحث منهجياتها من خلال الطروحات الفكروية والايديولوجية٬ من فك اللبس٬ و شرح ما ضمر إليها "من لفق " مضادة في العلوم الإنسانية بحيث تبرز ما تنتهي إليه من تقولات ومجالات مفتعلة . 
    وتحدد هكذا مرجعيات ثقافية مفتوحة٬ ومعارف منتمية  اتفك التأويلا للمشروع التجهيزات للمشروعات الثقافية والجاهزية المتحكمة في شمولياتها الاخلاقية لمجرد التمثيل عنه. بين أن مشروع العلوي٬ واضح في تفعيل الخطاب الثقافي الأممي٬ في الخطاب المعلن أو المضمر في العقائد والسلوكيات والمواقف٬ بحيث يطرح نقدا لاذعا٬ نعم..٬ لكن من أجل فك اللبس في بنية الخطاب اللامتناهي في الضم المعرفي من الالآخر إلى المركز الأوربي، وكذلك عن فك أرتباط التمثيل للآخر بين القطيعة والاستمرارية والممارسة وأنتاجيتهما٬ وتوضيح التأويلات التحليلية التلفيقية  الهائلة عن "الآخر"٬  على الأصعدة الثقافية والعلمية الميدانية المباشرة٬ وبين التأويلات العقلانية الماركسية الموضوعية في مشروعها الاخلاقي الغربي.
    وأيضا الأفصاح بنتائج الابحاث والدراسات الميدانية المتصلة بالعقلانية الغربية المتحكمة في خطابها الاستعلائي المركزي اللامتناهي٬ الذي يشكل فيه رؤية ميتافيزيقيا متعالية٬ وأمة علمية متناهية٬ ومعارف مستقبلية تفصيلية من نوع إنتاج الثقافات الحيوية المضادة؛ التي تتحكم بتراكمها المعرفي حصائل لا متناهية من تدبيرها العينات المعرفية الملموسة/المحسوسة٬ ومعارفها الرقمية التفصيلية اللامحدودة. ففي هذه جميعا٬ وربما إكثر.

    وأخير٬ يمكننا وضع لفتتة عما تقيم إليه رحلة الهشاشة والتهافت الثقافي العضوي مقابل الزاهد العضوي٬ عبر أفاق مشروعات تحدي ثقافية ذاتية خاضعة للوقائع التراثية والتاريخية المتحكمة٬ بالدراسات المادية التاريخية للمشروع االثقافي٬٬ وأن لا نلتفت في عينات منطوق المثقف العضوي٬ عقلانية حضارية لا متناهية٬ بل تحديد آلية متعلقات الخطاب الثقافي٫ وأنضاج إيضاحاته المتحكمة في الخطاب والممارسة الإبستمية في العينات الثقافية المتصلة والطموحة ما بين المرجعيات الثقافية الميتافيزيقية أو المشاريع الاستراتيجية المتقدمة٬ بمعنى أخط المقدمات العلمية وفق ما آلت إليه الطموحات في الإنتاج المعرفي الثقافي٬ وما آلت إليه "في حينها" اما خدعت به طموحات "الأنواو" في الفردانية/الجمعوية٬ عندما أعتقدت بأن الآخر٬ لا يتماهى بين الإنسان إرادة عليا والخطاب المركزي بإلغاء ثقافة الآخر٬ وأيضا زخذ مراجعية حية في الإسناد والتوثيق عن إدماج الدلائل٬ المعتمدة بأصالتها٬ أغلبها تحت مشروع الآخر الثقاافي٬ لإيضاح ما بشرت إليه الحداثة بميلاد الفكر الغربي أزاءه٬ وما دفعت إليه العقلانية الماركسية الموضوعية من تبعثر الفهم والتفهم بهشاشة الخطاب وتهافت أبعادها الخادعة بالأنوار٬ في حين الزاهد العضوي٬ ينظر إلى "آقصاءه" ما هو إلا تحت قناع مزيف حديدي٬ يلوذ به ممن وضعت في يده تحكمة شعارات "الحداثة" بلباس خطاب الثقافة العضوية. أو العقلانية التحليلية الماركسية٬ أو الفلسفة الماركسية العضوية والموضوعية٬ كمسمى يتوج به معرفة خطاب الطموح الثقافي٬ أو في أقصاء واستبعاد الآخر. 


     إلى حلقة قادمة : القيمة الفائضة للزاهد العضوي. (6 ـ 6)
    ترجمة  د. أكد الجبوري


    © 2005 - 2025 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media