المفكر العراقي الزاهد هادي العلوي 6 ـ 6 القيمة الفائضة للزاهد العضوي
    الأثنين 28 يونيو / حزيران 2021 - 20:03
    أ. د. إشبيليا الجبوري
    رسامة وكاتبة وشاعرة ومديرة في وكالة ناسا للفضاء
    عن هذه الحلقة:
    المثقف العضوي يعيش في عالم من ثقافة الفوضى/ الأضطراب المستمر. قبل أن ينال على فرصة٬ للرد على فوضى/ أضطراب الثقافة الفردانية٬ أو بديل يناظرها٬ إن شتم. حاول الزاهد العضوي أن يقطع الطريق المضني٬ في رحلة التغيير. إلا أن هذا ضرب آخر٬ لم ينتهي إليه بنتيجة واضحة. ولوحظنا من خلال الحلقات الماضية٬ ما تجلت فيها من إشكالية صراع ثقافة الفوضى المستمر٬ غير أننا لا نجد "محطة"٬ أي بمعنى٬  ما يقع مقروءه فرصة استرتيجية لإنجاز ثقافي للزاهد العضوي٬ أيضا نجد مقروءه٬ الشروع في أسفار أخرى. إذن٬ كيف تتهيأ المنظمات أو الهيئات الثقافية لهذه الفوضى/الأضطراب الثقافي الفردي الهائل؟ هذا هو التحدي الثقافي الحقيقي٬ الذي تواجهه كل ثقافة تنظيمية فردية/ أو جمعوية مؤسسية٬ تجاه فوضى الثقافة الفردانية أو الجمعوية٬ بغض النظر عن مدى محاولات التحليل التأويلي فيه٬ للقفز به٬ على أصطلاح على أنها حالة عادية تتشكل في التحول٬ عند دورة حياة التغيير٬ ما يسمى  أزمة تشغيل"المثقف المعرفي الرقمي.." كما ورد في العقد الماضي.!

    تستكشف القيمة الفائضة للزهدا العضوي صراعتها الممنهجة من أجل إحالة الثقافة التنظيمية٬ إلى وضع طبيعي جديد٬ تستحوذ أنظومته سياقات توجهاتها الفردية/الجمعوية٬ نحو كشوفاتها لتحديات مستقبلية فريدة. غير أن تطور المصادر الاستراتيجية للثقافة٬ لها قوادم تشتغل عليها ؛ هو كيفية قيادة الثقافية الحالية٬ وتدبير تحولاتها؟٬ بل وكيف تقنع المثقفين المنهكين عاطفيا بالانضمام إلى معطيات خطاب التغيير؟٬ بمعنى٬ أن الثقافة العضوية لم تقدم من خلال تجاربها العريقة إلى منهاج واضج وجريء لقدرة إدارة النجاح الثقافي في المنظمات العضوية الحاضنة٬ ولكن ما يستكشفه الزاهد العضوي وهو الوقوف على كيفية تجميع المكونات العضوية التي من شأنها تحسين أحتمالات النجاح٬ من خلال إعادة الابحاث والدراسات المنتظمة بين ما يسمى "آهلية التجديد/الحداثة٬ من خلال تصنيف دقيق للتراث الثقافي الحضاري للأمم٬ وفتح قنوات علمية لقيادة التحول الثقافي الحالي وتحسين مستوى النجاح فيه.

    تحدد القيمة الفائضة٬ الأنظومة الثقافية الجديدة للمثقف الزاهد العضوي؛ أي المعايير الجديدة للكفاءات القيادة الحاسمة لثقافة التغيير٬ وتحديد عناصر الفرص و قوة الثبات و النجاح في "الوضع الثقافي الطبيعي الجديد"٬ ومعاينة مخرجات نتائج الابحاث عن عاصر التحديات والفجوة الاستراتيجية المضطربة الجديدة. 

    وهنا٬ في هذه الحلقة تؤكد منهجيتها٬ بنيته إطارها٬ للوصول عبرها لمعرفة المعطيات: 
    فالمعطيات العلمية والتعليمية٬ ستكون في هذه الحلقة٬ هي: 
    I.كيفية غرس الشعور الريادي لثقافة الزهد العضوية الخلاقة "دائمية" بتنظيم الإرادة الفاعلة٬وبأبتكار آلية عدم الأرتياح على مستوى منجز الثقافة التنطيمية للوضع الراهن؟
    II.كيف تقترب من ثقافة الزهد العضوية الجمعوية٬٬ بمعرفة واستكشفاف نقاط "القوة والضعف" في أثر ثقافة الفوضى/الاضطراب٬ على ما يرونها فرصة لما يرونه من حولهم هو النتائج السلبية لثقافة الفوضى.الاضطراب؟
    III.كيفية إضفاء طابع الزهد الثقافي العضوي المؤسسي السلوكيات الثقافية اليومية للمؤسسات/الهيئاات؛ التي من شأنها أن تسمح للمثقف بتحديد الاستجابة للتغيير مبكرا ـ ! وكيف تحقق ذلك بطريقة لامركزية؟
    IV.كيفية تطوير الاهداف الثقافية٬ وفق استجابة استراتيجية إبداعية خلاقة٬ وتنفيذ مشاريع الكفاءات الجديدة الحاسمة للنجاح الثقافي٬ لها استراتيجات هادفة إلى مهاجمة الثقافة الفضوية الفردانية/ الجمعوية٬ بدلا من الدفاع ضدها.؟

    إئن التوجه نحو القيمة الفائضة يتطلب بناء مصادر من خلال الثقافة التنظيمية للإجابة عن مكانة الإرادة الثقافية الفردية في البحث عن سؤال يعد بساطت في كيفية رفد طاقة ثقافية معرفية٬ بعضوية فاعلية ثقافية تنجز نجاحاحت عناصر التغيير٬ تغيير عناصر البيئة الثققافية التنظيميةك والتي تتفاعل فيها معطيات المثقف الزاهد بأنسجام سريع٬ بل توليد شيء ثقافي عضوي يمنح المنظمات بالجديد ٬ أو يساعد تقويم أهداف المنظومة الثقافية الجمعوية اليوم؛ هو أستراتيجية ثقافة الزاهد العضوي بالفاعلية التنظيمية٬ حيث تمتلك ثقافة الزهد العضوي  الفرداني٬ توجهات بسيطة وناجحة للبيانات الأكثر نشاط فيها٬ مما تعرف الثقافة التنظيمية الجمعوية ماذا تفعل به. بمعنى٬ إمكانيية ثقافة الزاهد العضوي٬ يطرح تفاعلات٬ تدعم الظاهرة الجمعوية من حيث حجم الحراك والشراكة والتفكيك والتعقيد٬ ومخاطر حدوث الفوضى الجديدة٬ ما لها من بيانات ـ ثقافة الزاهد العضوي ـ في كل توجه وزاوية٬ ويقين فرداني واحد فقط٬ له أثر في روح الكفاءة القيادية الفردانية على الأثر الثقافي الجمعوي للتغيير٬ له من الإجابة التي لن تهدأ٬ أيضا٬ إن شئتم.
      
    لقد وظف الأنقطاع الثقافي طموح المثقف العضوي تماهي خدعة الأنوار في كفاءة الزاهد العضوي٬ ما أضحت نوع الأنتجات الثقافية المضادة٬ التي مدت تراكم في إشكالية نظم الأنظمة المعرفية القائمة على المشروع الايدويولوجي اللامتناهي؛ بين العقلانية المتحكمة في المفاصل المعرفية الماركسية للمشروع الثقافي المركزي الغربي٬ وبين حصائل العلوم التي فعلت أهدافها الوظيفية لى المتناهي٬ وجعل الزاهد العضوي (هادي اللعلوي) يبني أحجيته على ماا أستطاعت خلالها أن تحصد ذلك التغيير الكلي والهائل في نظر المثقف الحداثي/المتجدد٬ العضوي /الزاهد٬ مما يعني أن ممارسة الخدعة الثقافية العضوي٬ مارست وساهمت في الأنقطاع الثقافي الشامل٬ وبنتيجته "الحتمية"٬  أخذ البناء الثقافي خطابه التركيبي المعقد مدعيا إليه صاحب الرؤية الثقافية الراجحة والشمولية٬ مشروع على حساب القطيعة الثقافية المركزية مع الهامش. ذلك ما جعل أيضا النظر ـالعوي) بنتائجه الأخيرة٬ في نظام الأنظومة الثقافية الغربية٬ بأنها تمارس القطيعة لا مع خطاب المثقف  من "دول الهامش"٬ بل مع الدور الثقافي العضوي المركزي اللامتناهي٬في منهجيات العلوم والدلالة المعرفية الممارسة في نتائج القيم المباشرة وأخلاقياته. بمعني٬ أن المثقف العضوي بات خاضعا لخطاب المشروع الأوربي المركزي اللامتناهي٬ ممارسا تحكمه من عينات خاضعة لعقلانية الخطاب الثقافي الماركسي اللامتناهي٬ إنشئتم. عندما أعتقدت إنتاجاتها ومعارفها الديالكتيكية التفصيلية نوع من إنتاج الخطاب الثافي المضاد٬ الذي أخذ يتراكم في العينات الثقافية العضوية. ما دفع (العلوي) أن لا يلغي أنتاج الخطاب الثقافي العضوي الماركسي٬ بل أعتمد إليه بتماهيه بين الإنسان وسلطة المركز للمشروع الثقافي الغربي٬ بل أعتبر (العلوي) أن ما يسمى بالكائن الآخر/الهامش/المحيط المستبعد/المقصي..إلخ وصل بشرى إليه٬ عن ميلاد الزاهد الثقافي العضوي٬ على الرغم من سحنات الأقنعة المبطنة والخفية التي تترقب تعليقات العملية المتعلقة بالتأويل التحليلي الديالكتيكي لنظم الأنظمة الثقافية الماركسية المعرفية٬ القائم عليها مشروع المثقف العضوي.

    ذلك الأنقطاع المتجدد بين خطاب المثقف العضوي اللامتناهي والمسيطر على انضبط مستوى القيم الفائضة٬ لابد أن تكون وفق معايير العقيدة في المشروع الثقافي الغربي٬ والمتجذر بإنعاكسه في صورة المنهجيات الفكرية والعلمية٬ على مستوى المثقف الفرداني/الجمعوي٬ مستوى الاحتباس المشخص مجالاته على مستوى التصنيف والتفصيل والخطاب٬ في مختلف وحدات التشخيص لصناعة وتنفيذ المنعقد في المشروع الثقافي الغربي. من الطبيعي٬ أن الممارسة المعرفية العلمية المتناهية٬ أخذة فعل الاحتراز والاحتياز؛ على طبيعة منهجيات العلوم المعرفية الدقيقة٬ الذين تقترنان بهما مجاورة المنهج الماركسي٬ بناءا على نظامين معتفيين متناقضين. بمعنى٬ لا يكاد (العلوي) المثقف الزاهد العضوي من ينظر إلى المثقف العضوي إليه من داخل المشروع الثقافي الماركسي٬ مشروعها الثقافي الموحد٬ محاولا فك الخطاب اللاتناهوي بمزيد من التفصيل والدقة٬ وفي مجالات مختلفة في منهجيات العلوم الإنسانية٬ والممارسات في الحصر والاحتياز على معايير القيم والثقافة العقائدية٬ بإطاره "المادي" أو ما شابهه٬ من مصادر طبيعية وحيوية أجتماعية من ثورات المعرفة للتغيير.

    على الرغم من كل ملحقات التحقيق والدراسات الثقافية في المنهجيات لعلمية مدعومة بالمشروع الثقافي الغربي المركزي اللامتناهي٬ وأن التاريخانية في مجالات التشخيص٬ تحتوي على مجالات التشخيص التفصيلي والدقيق المتكون في جوهر الفلسفة الماركسية هو "تجاور والاحتياز والسيطرة" على النظامين المعرفيين المتناقضين٬ داخل المشروع الثقافي الماركسي. أي بمعنى٬ أن الخطاب التاريخي الثقافي تمييزا له بالحداثية٬ وصولا إلى لحظة الأنقطاع مع الأخر هو مشروع ثقافي غربي مركزي٬ وإن تلبست به الماركسية العقلانية بوحدة المشروع٬ فإن وحدة المشروع الغربي يطمح بمزيد من القوة والسلطة والسيطرة٬ فالآخر /المستبعد/المقصي هو مشروع اللحظة الميتافيزيقية بوحدة المشروع٬ وبالضرورة ما تخللته العقلانية الماركسية الموضوعية مزيد من الثورات المضادة من داخل الأنشطة الثقافية التنظيمية لليسار الاشتراكي/الديمقراطي٬ هاته التاريخية الثقافية الحديثة/الراهنة تشكل مستوى من الخطاب القيمي للمعايير الثقافية في التشخيص المعقد للثقافة الماركسية٬ أو البعدية العقلانية الموضوعية٬ وتحلت هذه الإشكالية في الصراع وإن بينها لحظات تاريخية عميقة وتفصيلية تجاه العقلانية الحياتية النيتشوية أو القووية لنيتشه أو النقدانية البليخانوفية٬ إن صح التعبير٫ هو أن المخرج للتجارب بقيمها الاخلاقية لها أثر من تحت وطأة المعاناة الثقافية العضوية التي لحقت مباشرة في منهجيات العلوم أيضا متجاورة للمأساة التي حدثت في الاتحاد السوفيتي من قبل وبعد الثورة٬ أو مشاكل دول أوربا الشرقية ووإلخ بحيث ما تخللتها من ثورات ثقافية معرفية مهمة٬ عالجت خلالها الفلسفة الثقافية داخل أفهوم الماركسية الكونية٬ عند ماركس أو عند التجربة السوفيتية وو..٬ إلى مرحلة إنشاء خطاب المنهج الثقافي العضوي٬ على إبراز التمفصلات الخطابية وتعددية تنوع أشكالها الزهدية وآلياتها في مرحلة تطوير خطاب زهدي ثقافي٬ الخطاب المنفتح في المستويات النقدية التاريخية والأنثروبولوجية والمعرفية. 

    وأخير٬ أن القيمة الفائضة للزاهد العضوي٬  في مشروع الاحتياز الثقافي وتطوير ممارساة المتناهي الثقافي٬ تتطلب المعارف الثقافية التفصيلة بوحدة هذا المشروع٬ كما أن المنهج الذي يعتمد ما تخللته القيمة الفائضة هو "مراجعة الخطاب الثقافي الكوني"٬ وصولا لمنهج تراثي ـ  توليدي "جينيولوجي"٬ وهو المنهج الذي يتوخى منه ـهادي العلوي) أن يكون للزاهد فيه دقة في مخرجات الممارسات العلمية والعملية لمستوى القيم والمعايير الثقافية في البعدية الاخلاقية لمجلات تشخيص الفعل في الحياة٬ وأن لا يخضع إلى التوصيفات المطلقة للأسماء٬  أو لا يكتفي بالتأويل التحليلي٬ الذي يطيح بقيمه البعدية٬ لكن مهمته هو أن يعمل على تقديم نتائج ملموسة للثقافة البعدية٬ وأن يتكشف من خخطابة بروز الوحدات الخطابية المتفصلة بعلمية أختبار واقعي وأن لا يحتكم إلى مجالات التأويل الخطابي٬ بل أن يكون منهجا زهديا ثقافيا يرفض صفة اللاعلمية٬ والدفع بالإبداع الفرداني٬ الذي يشترك ترابطه حرا مع تيرات المعرفة في الممارسة الحرة ٬ والتطبيقيات الاخلاقية لثقافة المشاريع بشكل خاص في ريادة الاباث والدراسات التي تطور التصنيفات كلها٬ وتكشف فيها عن كل جهد ثقافي فعال يمكن أو يساند وحدته الفردانية الحرة٬ أو ما يؤلف وثيقة مشرع جمعوي٬ يشكل في دعم الاستنباط المعرفي التطبيقي في المشاريع الهادفة ثقافيا٬ وأيضا يمكن من رفع قوة خطاب الإرادة الفعالة في المنافسة المعرفية المضعفة والثرية في تمفصلاته الخطابية المعرفية بقوة من الهامش إلى المركز٬ أو خلق وحدة المشرع القائم على التماس والقبول مع الآخر.   
     

     إلى الحلقة القادمة : الخلاصة
    ترجمة  د. أكد الجبوري

    © 2005 - 2025 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media