انتهت المرحلة التي كان يعيشها ماركس وانجلز اللذان كانا يتوقعان بها نهاية البرجوازية على يد البروليتاريا في اوربا والتي كان يرى انجلز احتراق قماشها وبدايته من انكلترا فغادرا الدنيا ولم يتحقق من حلمهما شيء ولكن تحقق ذلك بما لم يخطر على بالهما ألا وهو ان روسيا القيصرية تكون هي الحاضنة الى افكارهما الاشتراكية.
قامت الثورة البروليتارية في روسيا القيصرية في عام 1917 بقيادة حزب العمال الاشتراكي الديموقراطي المتكون من البولشفيك / و تعني الاكثرية والمنشفيك / وتعني الاقلية وفي حقيقة الامر ان المنشفيك الاكثرية داخل حزب العمال الاشتراكي الدمقراطي وهذه التسمية مجرد اسم ولولا المنشفيك لخسر البلاشفة المعركة امام قوات القيصر نيقولا الثاني كما خسروها في ثورتهم التي اشعلوها من دون المنشفيك عام 1905 دارت معارك المدن بين جيشين جيش القيصر ويُسمّى بالجيش الابيض ويضم الفُرق العسكرية والمتطوعين الالمان ومن الدول الغربية التي تخاف النظام الاشتراكي ويقابلهم المقاتلون الثوار الذين يتزعمهم فلادمير لينين وجوزيف ستالين عن البلشفيك وتروتسكي ومالوتوف عن المنشفيك وكادت المعارك تنتهي بخسارة الثوار ولصالح الجيش الابيض لولا الثغرة وهي العاصمة بطرسبيرك التي كانت لا توجد بها حمايةً عسكريةً كافيةً
التي التفت اليها جوزيف ستالين فاقتحم العاصمة بما لديه من الثوار واستولى عليها وبذلك استسلمت قوات الجيش الابيض وحقق بذلك الجيش الاحمر النصر وبه قضى الله امرًا كان مفعولا .
تسلم فلايمير لينين في اكتوبر من عام 1917 السلطة مع حزبه وهو حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي وكانت الاوضاع الاقتصادية داخل البلاد سيئةً والحرب التي كانت بين المانيا والقيصر في عام 1914 ما زالت دائرةً فكانت مبادرته الاولى هي احلال السلم مع المانيا فأبرمَ معاهدة صلح معها على أن يتنازل عن بعض الاراضي في غرب البلاد كما رفع شعار الخبز والسلام والارض للجميع واستحصل تخويلاً بضم الاراضي التي كانت في ايدي النبلاء والاقطاع الى الدولة .
وللتعرف على شيء من حياة فلادمير لينين استعرض نبذةً عنه فهو من مواليد 1870 والده يعمل في التفتيش التربوي وجَدُّ لينين كان من العبيد او الرقيق وامه من اصل سويدي يمتد الى اصل الماني يهودي .
درس وتعلم المرحلة الاولى من حياته على يد والدته ثم دخل المدرسة وكان متفوقًا فحصل على الجائزة الذهبية دخل كلية الحقوق ولم يكمل دراسته بسبب طرده من الجامعة لاشتراكه في التظاهرات الطلابيه التي جاءت بعد اعدام اخيه الكسندر شنقًا لمحاولته اغتيال القيصر نيقولا الثاني وقد اعترف اخوه امام المحكمة بهذه المحاولة وفي نفس السنة رحل ابوه عن الدنيا وكان سِنّهُ آن ذاك السادسة عشرة عامًا .
ثم عاد الى مدينة قازان ليستكمل دراسته في الجامعة مستمعًا وقد تخرج منها ولم يزاول عمله كمحامٍ وانما انصرف للعمل السياسي وفي 1905 بعد الثورة الفاشلة يُودَع في السجن لمدة سنه وبعد انتهائها نُفي الى سبريا وهناك يلتقي بفتاة تشاطرهُ الافكار الاشتراكية فيتزوجها في عام 1908 وبعد ان انهى لينين وهو الاسم الحزبي له مع زوجته ناديجيدا كروبسكايا مدة النفي سافرا الى المانيا وكان كثير التنقل في اوربا وقد عاد بعد الاطاحة
بالقيصر الى روسيا في 16 نيسان 1917 مع مجموعة من رفاقه وقد تعرض الى عدة محاولات لاغتياله الا ان المحاولة الاخيرة التي كانت في آب 1918 على يد فانيا كابلان كانت هي المحاولة التي شلت حركته حيث اصابته بثلاث رصاصات كانت اخطرهن اصابته في عنقه وتم اخراجها عام 1922 الا انه لم يتعافَ من آثارها وكانت سببًا لحدوث اربع جلطات جاءت الرابعة بأجله في 21 / كانون ثاني / 1924 .
أمّا جوزيف ستالين فولادتُهُ كانت في 5 / كانون اول / 1878 في مدينة جورجيا وابوه اسكافي يدعى فيساريو وهو مدمن على الخمر وشديد القسوة بالتعامل مع ابنه جوزيف ومع أمه ايكاترينا وهي من الفلاحين الارقاء .
تعرض ستالين الى ضربةٍ من ابيه تركته يتبول دمًا لأيام وكان ترتيب ستالين في ولادته الثالث لكن وفاة اخويه في طفولتهما جعله الوحيد لأمّه وفي سِنّ العاشرة يُصاب بمرض الجدري الا انّه خرج منه سالمًا سوى ندوب تركها على وجهه وقد غادر والده مدينته على اثر شجاره في احدى الحانات واعتدائه على الشرطة الى تفليس وقيها يجد عملاً في معمل لصناعة الاحذية .
كانت امنية والدة ستالين ان يكون كاهنًا فحصلت له على منحة دراسية في المدرسةَ المسيحيةَ الكاثوليكيةَ بمدينة تفلبس عام 1894 وهو في سن السادسة عشرة بينما كان ابوه يُريد له ان يكون اسكافيّا مثله .
وبعد دخول ستالين المدرسة تعرف على الحركة الاشتراكية ودخل فيها وقد تم طرده بسبب غيابه المستمر وعدم ادائه الامتحانات وكان ذلك في عام 1899 وبذلك خاب ظن امه التي كانت تتمنى ان يكون كاهنًا حتى بعد ان اصبح رئيسًا أمّا عن سلوكيته معها فكان بارًّا وودودًا معها .
بعدما فُصل من المدرسة حصل على عمل في دائرة الارصاد الجوية في تفليس بعشرين روبل وكان يزاول الكتابة والشعر الثوري وبسبب تدني اجور العمال قام ستالين بتحريض العمال على القيام باضراب وقد القى فيهم الخُطَبَ الحماسية فقامت اجهزة البوليس السري بالقاء القبض على قيادات التنظيم في تفليس ليلة 3 / ابريل1901 ونصبت له كمينًا في دائرة الارصاد فتمكن من الهرب وبدأ العمل بكتابة مقالات الى صحيفة ثورية
اسمها الراديكالي ومقرها في باكو .
في عام 1902 عَمِلَ ستالين في مصفاة اهليةٍ لتكرير النفط بمدينة باتومي وصادف ان شبَّ حريقٌ في المصفاة كان لستالين الدور الكبير في اخماده فاراد مدير الشركة موكافأته على موقفه الا أنّ ستالين رفض تسلم المكافأة وطلب من المدير زيادة اجور العمال فرفض المدير الطلب مما دفع بستالين الى تحريض العمال على القيام بسلسلة من الاضرابات ادت الى ان تتدخل الشرطة في الموضوع ودارت معركة بينهما في الشارع وتم اعتقاله في 18 نيسان 1902 وحُوكِمَ بصورة سريّة ولم تثبت ادانته لعدم كفاية الادلة فجاء القرار ببراءته الا انه بقي محتجزًا في السجن بمدينة تفليس للتثبت من انشطته الاخرى وفي 9 كانون اول من عام 1903 يُنفى ستالين الى سبريا وينشق الحزب الديموقراطي الاشتراكي الروسي الى جناحين جناح البلاشفه ويتزعمه لينين وجناح المناشفة ويتزعمه يوليوس ماردوف وهو من عائلة يهودية تركية الاصل غنية كان جده اول مَنْ اصدر صحيفة يومية تصدر بالعبرية وقد انضم ستالين الى جناح البلشفيك الذي يتزعمه لينين في 4 مارس 1904 وبعد وقت قصير هرب من سبريا بالقطار الى مدينة تفليس فالتقى برفاقه القدامى ومن بينهم صديقه الاثير والذي لازمه طيلة حياته وهو كامينيف المعروف باسم ليف روزنفلد ثم قرر السفر الى جورجيا للعمل والتحريض ضد جناح المنشفيك الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في جورجيا وقد جلب نشاط ستالين اهتمام لينين .
اندلعت التظاهرات العمالية في 22 كانون الثاني عام 1905 اسفرت عن مقتل 200 عامل على ايدي جنود القيصر القوزاقيين كما اندلعت في شباط من نفس العام معارك دامية في شوارع باكو بين الارمن والآذاريين وفي هذا الخضم المشتعل قام ستالين مع مجموعة من البلاشفة بحماية مقر الحزب كما قام بهجمات على الجنود القوزاقيين وبعد هدوئ الاوضاع انتقل الى مدينة تفليس ليلتقي بايكاترينا سفانيدزي فيقترن بها في
28 تموز 1906 لتكون زوجته الاولى .
وفي 7 كانون ثاني 1906 يلتقي ستالين بقائده لينين لأول مرة باجتماع للحزب فيترك في نفسه اعجابًا كبيرًا وفي 31 مارس 1907 يُرزق بمولوده البكر الذي اسماه ياكوف وفي نفس العام يُسافر مع قائده لينين الى لندن لحضور المؤتمر الخامس الموسع لحزب العمال الاشتراكي الديموقراطي الروسي بجناحيه البلشفيك والمنشفيك لدراسة امكانية القيام بثورة في روسيا وفي المؤتمر يلتقي ستالين لأول مرة بزعيم المنشفيك
تروتسكي عاد ستالين بعد المؤتمر الى تفليس وكان الحزب بحاجة الى المال فقام مع مجموعة من البلاشفة بسرقة احد المصارف العائدة للقيصر وتمكن من سرقة ربع مليون روبل اي ما يعادل ثلاثة ملايين دولار في ذلك الوقت واعطاها الى لينين الذي كان ينتظره في تفليس فيتسلم لينين المبلغ ويغادر الى جنيف لتأمين تمويل الحزب بعدها عاد ستالين وزوجته الى باكو وبعد فترة قصيرة تَمْرَض زوجته بالسل ولتعسر توفير المال
وعلاجها غادرت الدنيا في 5 ايلول 1907 .
بعد وفاة زوجته سافر ستالين الى اذربيجان واسس قاعدةً حزبيةً اطلق عليها اسم البلاشفة المسلمين بعدها انتقل الى بلاد فارس وفي الطريق تم القاء القبض عليه ونُفي الى سبريا لمدة سنتين وقد اُصيب بداء السل في عام 1909 الا انه نجا منه باعجوبة ثم هرب مشيًا على الاقدام في جوٍّ قاسٍ وشديد البرودة من سبريا الى بطرسبرك ولما وصلها كان البلاشفة على وشك الانهيار لسببين هما الخلاف الحاد في صفوفهم ونشاط
الشرطة السرية للقيصر مما دفعه الواقع المزري للبلاشفة للتصالح مع اعدائه المنشفيك.
بعدها انتقل الى فولغو كراد ثم انتقل في كانون الثاني عام 1912 الى بطرسبرك بعد ان انكشفت تنظيمات الحزب عن طريق المندسين من الشرطة السرية في صفوفه ومنهم مايلوفنسكي الذي اعترف عليهم وبسبب غياب لينين وكامينيف وزينوفيف من بطرسبرك وذلك لحضور المؤتمرات في براغ قرر البقاء في بطرسبرك وسكن مع احد الثوريين واسمه كافتاردزي وهو مدرس رياضيات وعنده جريدة اسبوعية اسمها زفيزدا الذي
استولى عليها ستالين وغيّر اسمها الى برافدا التي بقيت تنطق باسم الحزب البلشفي وصدر اول عدد لها في 5 آيار 1912 بمساعدة رفيقه وصديقه المقرب مولوتوف بعد ذلك تم القبض عليه ونُفي الى سبريا لمدة ثلاث سنوات قضى منها 38 يومًا ثم هرب وعاد الى بطرسبرك فلملم الصفوف لانقاذ الاشتراكية في روسيا ودعا بمقالاته في صحيفة البرافدا الى التقارب بين البلشفيك والمنشفيك فازعج تصرفه لينين فأقاله من الصحيفة
واصطحبه بالسفر معه الى فينا وطلب منه كتابة مقالة عن موقف البلاشفة من الاقليات في روسيا بمساعدةبوخارين ونُشرت في اذار عام 1913 بعنوان الماركسية والمسألة القومية وفي نفس العام أُلقي عليه القبض مرةً اخرى وذلك بفخ نُصِبَ له عن طريق الجاسوس المندس مالينوفسكي الذي اغراه بتبرعات مالية عنده للحزب وبعد القبض عليه يُنفى الى سبريا وهناك يجد رفيقه بكامينيف وعدد من رفاقه ثم يهرب بمساعدة أصدقائه من الفلاحين وفي عام 1916 يتم تجنيده اجباريًّا بسبب الحرب العالمية الاولى الا انه يُعفى من الخدمة بسبب عَوَقٍ في يده اليسرى من الطفولة وبعد ان انهى مدة نفيه عاد الى بطرسبرك في 25 اذار ومعه الة طابعة وأخذ يُصدر مع رفاقه كامينيف ومورانوف ومولوتوف جريدة البرافدا .
في عام 1917 تشكلت حكومة مؤقتة في روسيا بداية الثورة كان يترأسها كيرنسكي وهو من النبلاء وسياسي بارز وزعيم الحركة الماسونية في روسيا كان ستالين من خلال مقالاته في صحيفة برافدا الى جانبها حتى 31 مارس حيث توقف وغير رأيه فيها وكان لينين قد عاد من منفاه بعد ان انهى مدة النفي وفي نيسان بعد عودة لينين يتم عقد مؤتمر طارئ للحزب ويتم انتخاب ستالين فيه ليكون مع رفاقه في اللجنة المركزية المؤلفة من
لينين رئيسها ومولوتوف وكامينيف وزينوفيف وبعد ان غير ستالين موقفه من الحكومة المؤقتة قاد مجموعةً من البلشفيك واشتبك مع قوات الجيش في مدينة بتروكراد عدة مرات فأثار هذا الموقف الرئيس المؤقت كيرنسكي فأصدر أمرًا بمحاصرة مقر صحيفة البرافدا الذي فيه لينين وستالين الا ان ستالين استطاع انقاذ لينين والهرب به وتنقلا في خمسة اماكن كان الخامس شقةً لرفيقةٍ قديمة متحمسة اسمها ناديا الليلويف وقد اقترن بها بعد ذلك فكانت زوجته الثانية والاخيرة ومن هذه الشقه تمكن ستالين الانتقال بلينين الى فنلنده بعد ان غير معالم وجهه بحلق اللحية والشارب وبعد غياب لينين تولى ستالين ورفيقه تروتسكي قيادة العمليات الكفاحية المسلحة وقيادة الحزب البلشفي وفي بتروكراد ينعقد المؤتمر الحزبي للبلاشفة
سرًّا ليُنتَخب ستالين رئيسًا لتحرير صحيفة برافدا وعضوًا في الجمعية التأسيسية للحزب .
حاولت الحكومة المؤقتة القضاء على البلاشفة الا انها عجزت وتم للمقاومة البلشفية بقيادة ستالين اقتحام قصر الشتاء وهروب كيرنسكي واعتقال مجلس الوزراء عندها طرح كل من كامينيف وزينوفيف فكرة العودة الى المصالحة مع المنشفيك ومما يظهر ان البلاشفة قلبوا ظهر المِجَنِّ الى المنشفيك بعد سقوط القيصر وتشكيل الحكومة المؤقتة الا ان هذا الاقتراح قُوبِلَ بالرفض من قِبَل تروتسكي وستالين وهنا عاد لينين وعقد
اجتماعًا الى اللجنة المركزية وكان الاتفاق على رفض المصالحة مع المنشفيك وقد هاجم زعيم المنشفيك مارتوف هاجم ستالين في عدة مقالات في صحيفته مما دفع بستالين الى اقامة دعوى ضده فكسبها .
استمرت الحرب الاهلية في روسيا من 1917 الى 1919 وفي اذار 1919 تزوج ستالين من رفيقته ناديا وفي خضم الحرب الاهلية يختلف ستالين مع تروتسكي على ابقاء الاسرى وضمهم الى الجيش الاحمر للإستفادة من خبرتهم وهو رأي ستالين الذي خالف به رفيقة تروتسكي واختلف معه حين تسلم ستالين القيادة بعد موت لينين في شباط عام 1924 على فكرة عالمية الشيوعية ونشرها بالقوة وهذا ما كان يقول به تروتسكي الاوكراني
الاصل ومن عائلة يهودية تملك عقارات ومن مواليد 25 / اكتوبر عام 1879 وقد كان طموحًا لتولي زعامة الحزب قبل لينين لولا شعبية لينين الطاغية في الساحة وبعد وفاته عاد الخلاف على السلطة مع ستالين الذي تحالف واستمال الى جانبه زينوفيف وكامنيف وبوخارين وتمكن من اعفاء تروتسكي من المكتب السياسي وعزل انصاره بتهمة نشاطه المعادي للحزب ثم تم نفيه من قبل ستالين وتم اعدام كامنيف وزينوفيف وثلاثة
اخرين في القيادة بعد اعترافهم باخطائهم وفي عام 1932 تُنزع الجنسية السوفيتة من تروتسكي فيغادر الى فرنسا ثم استقر به المقام في المكسيك عام 1936 في بيت الفنان ديوغو ريفيرا وفي عام 1937 تمت محاكمته غيابيًّا في الاتحاد السوفيتي وحكم عليه بالاعدام بتهمة الخيانة العظمى وفي عام 1938 تسللت مجموعة من الشيوعيين الى احدى المشافي التي يرقد بها ابن تروتسكي واسمه ليون فيُختطف ويُقتل باسم الثورة وفي صباح يوم 24 ايار 1940 تهجم مجموعة مسلحة على بيت تروتسكي متنكرة بملابس شرطة مكسيكيه الا انها لم تظفر به لكونه خارج البيت وزرعت متفجرات فيه واختطفتْ الحارس ثم وُجِدَ مقتولاً باحدى الغابات وعلى اثر الحادثة تم تحصين البيت ولكن تروتسكي كان لا يأبه بأخذ الحِيطةِ من اصدقائه وفي 20 اب 1940 يدخل رامون ومعه فاس لتسلق الجليد تحت معطفه مع مسدس الى غرفة المكتب ويضعهما فيها وغطاهما في معطفه وبعد جلسة قصيرة يدخل رامون وتروتسكي الى المكتب ويتوجه رامون الى المعطف ويمسك بالفأس ويضرب تروتسكي على رأسه الا ان تروتسكي لم يفارق الحياة وقد اقتحم حارساه الباب إثر سماعهما الصرخة ومعهما زوجته فيُمسكان بالقاتل الذي اراد ان يجهز عليه بالمسدس واسقطاه ارضًا بعد ان نال منهما ضربًا قريبًا من الموت ونُقل الجريحان تروتسكي والقاتل رامون الى المشفى فاما تروتسكي فينتهي بالموت بعد 26 ساعة من اصابته في 21 آب 1940 وأما القاتل فيتعافى ويُقدم الى المحكمة ويصدر قرار بسجنه فيعام 1943 لمدة عشرين سنة ومن باب المحكمة يهرب مع امه ويتم الافراج عنه بالغاء ما تبقى من محكوميته في عام 1960 .
من خلال ما تقدم لا بُدّ من تحليل منطقي وموضوعي للوقوف على حقيقة هذه الاحزاب التي تدعي الثورية والوطنية وتدعي بانها الممثل الحقيقي للعمال والفلاحين وشعارها / لكلٍّ حسب عمله ولكلٍّ حسب طاقته وهو شعار الاشتراكية والذي طوره لينين واصبح المفهوم الشيوعي لكلٍّ حسب طاقته ولكلٍّ حسب حاجته .
فستالين استعمل المفهوم الغايةُ تبرر الوسيلة وقد لعبها مع المنشفيك ثم انقلب عليهم ولعبها مع تروتسكي وهو بلشفي مثله وبمجرد اختلاف وجهات النظر بينهما انقلب عليه وحاربه حتى قتله بمحاولات متعددة ومما تقدم لنا ان لا دور للشعب في اختيار شكل دولته التي كانت على نهج راسمالي وكانت الاشتراكية مفروضةًعليه ولأجل هذه الاشتراكية سفك ستالين دماء اكثر من مليون مواطن روسي مع تصفيات لجماعته الذين وقفوا معه ثم اعترضوا على سياسته الدموية .
واني أرى ان تروتسكي كان الاصح في رأيه في تزاوج النظام الاشتراكي الذي تبناه وهو تداخل العمل في تطبيق الاشتراكية الراسمالية في الاقتصاد كبداية وهذا ما لم يُعجب لينين وستالين .
كما لو اجرينا المقارنة بين سياسة حكومة القيصر مع المعارضين لها لوجدناها اكثر انسانيةٍ من حكومة الشيوعيين وشاهدي هو هرب ستالين وباقي رفاقه عدّة مرات من سبريا وفي حالة نفي حكومة القيصر للمعارض لها تترك له الخَيار في اختيار اي مدينة في سبريا مع مكافأة مالية شهرية لكل منفي ومثلنا يقول ما تعرف خيري حتى تجرب غيري .
وبعد سبعين سنة من تطبيق الاشتراكية يتفكك نظام الاتحاد السوفيتي وتنهار الاشنراكية المزعومة التي فرضتها فئة على شعب دون اخذ رأيه فكان مصيرها الفشل مثلما فشلتْ قبلها محاولات ماركس وانجلز مؤسسي الاشتراكية العلمية وتبين ان المنهج الميكافيلي الذي يقول الغايةُ تبرر الوسيلةَ كان المبدأ القائم في عمل وسياسة الاحزاب السابقة وهو المنهج لاحزابنا اليوم واما الشعوب فما هي الا وسيلةً لوصولها.
الدنمارك / كوبنهاجن الجمعة في 15 / كانون ثاني / 2021
الحاج عطا الحاج يوسف منصور