مقالات

خالد سندي

نظرية الإمامة لدی الشيعة.. عرض و نقد -8-

12/12/2012 21:06
آثار الإعتقاد بالإمامة
ترك الإعتقاد بالإمامة آثاراً سيئة في عقيدة فرقة الشيعة الإمامية الإثني عشرية، وخلقت لديها أزمة متعددة الجوانب في الفكر والسلوك، زادت مع الأيام شقة الخلاف بينها وبين العقيدة الإسلامية التي جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، حتى صار كثير من عقائدها في الطرف النقيض مما هو في الكتاب والسنة. في الحلقة السابقة تطرقنا إلی أثر من آثارها، وفي هذه الحلقة نتحدث عن عقيدة وحدة الوجود التي يقول بها علماٶهم، والتي هي أيضا من آثارها:   
2- عقيدة وحدة الوجود
وحدة الوجود هي مذهب فلسفي لا ديني، يجعل الله تعالی والطبيعة شيئا واحدا، وتقول أن لا وجود إلا لله تعالی، وأن کل ما سواه، من سماوات وأرض، وإنسان وحيوان ونبات، وأحياء وجمادات، ما هي في حقيقتها إلا ظل ومظاهر الذات الإلهية وتجلياته تبارك وتعالی.  
ولقد ألف القائلين بهذ العقيدة الفاسدة، أمثال إبن عربي وإبن فارض وإبن سبعين والتلمساني وعبدالکريم الجيلي وغيرهم کتبا ودواوين کثيرة فيها. سأرکز هنا علی أقوال إبن عربي باعتباره رئيس مدرسة وحدة الوجود وأکثر القائلين بها جرأة في الإفصاح عن عقيدته، فقد کان يصف الله تبارك وتعالی بأنه عين الوجود (١) ويقول في فتوحاته: " سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها " (٢).
ولتوضيح مسألة أن الحق (الله) هو نفس الأشياء وأن الأشياء هي نفس الحق يقول: " ومن الناس من يمشي علی طريق يجهلها ولا يعرف غايتها وهي عين الطريق التي عرفها الصنف الآخر. فالعارف يدعو إلی الله علی بصيرة، وغير العارف يدعو إلی الله علی التقليد والجهالة. فهذا علم خاص يأتي من أسفل سافلين، لأن الأرجل هي السفل من الشخص، وأسفل منها ما تحتها وليس إلا الطريق. فمن عرف أن الحق عين الطريق عرف الأمر علی ما هو عليه، فإن فيه – جل وعلا- تسلك وتسافر، إذ لا معلوم إلا هو، وهو عين الوجود والسالك والمسافر. فلا عالِمَ إلا هو، فمن أنت ؟ فاعرف حقيقتك وطريقتك، فقد بان الأمر علی لسان الترجمان إن فهمت " (٣).
وجاء في فصوصه أيضا: " فإن العارف من يری الحق في کل شيء، بل يراه عين کل شيء " (٤).
ومن ذلك يقول: " وإذا کان الحق وقاية للحق بوجه، والعبد وقاية للحق بوجه، فقل في الکون ما شئت؛ إن شئت قلت هو الخلق، وإن شئت قلت هو الحق، وإن شئت قلت هو الحق الخلق، وإن شئت قلت لا حق من کل وجه ولا خلق من کل وجه، وإن شئت قلت بالحيرة في ذلك " (٥).
ويقول أيضا: " فإن الإله المطلق لا يسعه شيء لأنه عين الأشياء وعين نفسه. والشيء لايقال فيه يسع نفسه ولا لا يسعها، فافهم ".  (٦). ويقصد بالإله المطلق، ذات الله تعالی المجردة من کل إسم وصفة ورسم.
ويضيف: " وقد ورد النص الإلهي بهذا کله، إلا أنه تعالی وصف نفسه بالغيرة؛ ومن غيرته ((حرم الفواحش)) وليس الفحش إلا ما ظهر. وأما ما بطن فهو لمن ظهر له. فلما حرم الفواحش أي منع أن تعرف حقيقة ما ذکرناه، وهي أنه عين الأشياء، فسترها بالغيرة وهو أنت من الغير. فالغير يقول السمع سمع زيد، والعارف يقول السمع عين الحق، وهکذا ما بقي من القوی والأعضاء " (٧).
وکان يعتقد أن العالم بکل ما فيها صورة الخالق، تعالی عما يقولون علوا کبيرا، إذ يقول: " فالعالم صورته، وهو روح العالم المدبر له، فهو الإنسان الکبير ".
فهو الکون کله **** وهو الواحد الذي
قام کوني بکونه *** ولذا قلت يغتذي
فوجودي غذاٶه *** وبه نحن نحتذي
فبه منه إن نظر *** ت بوجه تعوذي  (٨)
وعن ظهور الخلق بصفات الخالق يقول: " ألا تری الحق يظهر بصفات المحدثات، وأخبر بذلك عن نفسه، وبصفات النقص وبصفات الذم ؟ ألا تری المخلوق يظهر بصفات الحق من أولها إلی آخرها وکلها حق له کما هي صفات المحدثات حق للحق " (٩). ويقول: " فما وصفناه بوصف إلا کنا نحن ذلك الوصف " (١٠).
ومن جانب آخر يری أن العالم ظل الحق، فيقول: " فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمی بالعالم إنما هو أعيان الممکنات " (١١).
وبنفس المعنی جاء في مطلع قصيدة لعبدالغني النابلسي المتوفي في (١٧٣٠م ) تحت عنوان (إن الوجود له ذات وأسماء) أن الخلق هم فيء (ظل) الحق سبحانه وتعالی عما يقولون:
إن الوجود له ذات وأسماء *** في الغيب عنا، وعنه نحن أفياء  (١٢)
کانت تلك نبذة مختصرة عن وحدة الوجود وأقوال أصحابها إستهلت بها کمدخل للموضوع الذي نحن بصدده الذي هو عقيدة وحدة الوجود التي يقول بها علماء الشيعة الإثني عشرية. وکما هو دأبهم عندما تواجه أحدهم بعقائدهم الفاسدة من خلال الروايات التي ينسبونها إلی أئمتهم أو أقوال علمائهم يحاول التنصل عنها عن طريق الإدعاء أن تلك الروايات ضعيفة في الوقت الذي کل عقائدهم مبنية علی تلك الروايات، أو يدعي أن أقوال علمائهم تلك لا تمثل رأي الشيعة بل هي آراٶهم الخاصة بهم ومتعلقة بهم وحدهم، لهذا السبب إخترت عالما معاصرا وأکثرهم شهرة في عصرنا، ويجمعون علی إمامته وقدوته، ويسمونه الإمام، وهو الخميني، قائد الثورة الخمينية في إيران. ومما يقوي الإعتقاد أن وحدة الوجود هي عقيدة الشيعة الإثني عشرية أن أحدا من علمائهم لم ينکرها عليه حتی اليوم، وأن کتبه طبعت ونشرت بعد وفاته. وسأختار هنا کتابين من کتبه هما مصباح الهداية وشرح دعاء السحر.
والذي يراجع هذين الکتابين سيری بوضوح أنه إستخدم نفس العبارات المنمقة والألغاز والرموز والإشارات التي يستخدمها غلاة الصوفية، لذلك يجب أن نفهمها مثلما نفهمها منهم. وکانوا يتکلمون بتلك الإشارات والرموز للتمويه علی الناس، خوفا من ينکشف أمرهم وأن يوصفوا بالکفر والزندقة، وهي فعلا کذلك.
وأول ما أنقل من کتابه هو القول الذي نسبه إلی أحد أئمتهم وهو: " لنا مع الله حالات هو هو، ونحن نحن، وهو نحن، ونحن هو " (١٣). وهو تعبير واضح وصريح عن وحدة الوجود. إذ يشير إلی أن ثمة حالات يکون أئمتهم في وحدة تامة مع الله وحالات منفصلين عنه.
أنظر إلی العبارات " لنا مع الله حالات هو هو " وهو الذي يسمونه بالجمع في لغتهم، وهي إشارة إلی الحق (الله) بلا خلق. و (( نحن نحن )) وهو الذي يسمونه بالتفرقة أو الفرق، أي الخلق بلا حق (الله). ((وهو نحن، ونحن هو)) وهو الذي يسمونه بجمع الجمع أي الإستهلاك کلية في ذات الله تعالی.
ولبيان المعنی المقصود من الرواية السابقة نقل الخميني عن شيخه إبن عربي (٥٦٠- ٦٣٨ هـ)، رئيس مدرسة وحدة الوجود، کلاما له بعد أن خلع عليه أثواب التبجيل والإحترام، فيقول: " وکلمات أهل المعرفة، خصوصا الشيخ الکبير محي الدين مشحونة بأمثال ذلك، مثل قوله: الحق خلق، والخلق حق، والحق حق، والخلق خلق. وقال في فصوصه (١٤): ومن عرف ما قررناه في الأعداد وأن نفيها عين ثبتها، علم أن الحق المنزه هو الحق المشبه (١٥)، وإن کان قد تميز الخلق من الخالق، فالأمر الخالق المخلوق، فالأمر المخلوق الخالق، إلی أن قال:
فالحق خلق بهذا الوجه، فاعتبروا *** وليس خلقا بذاك الوجه فادکروا
من يدر ما قلت لم تخذل بصيرته *** وليس يدريه الا من له البصر
جمـع وفـرق فإن العيـن واحـدة  *** وهي الکثيرة، لا تبقي ولا تذر (١٦)
وهنا ينبغي التنبيه إلی أن الخميني تحاشی إکمال قول إبن عربي الذي بعد عبارة  (والأمر المخلوق الخالق) ليلبس علی الناس، إذ تمام کلامه هو " کل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الکثيرة " (١٧)، ثم يستمر في ذکر الأمثلة لإثبات وحدة الوجود.
والآن قارن بين الرواية السابقة والکلام الذي نقله الخميني عن إبن عربي والأبيات الشعرية الثلاث، سوف تری أنها کلها متطابقة تماما في المعنی، وکلها تعني وحدة الوجود.
وأما تعدد الأشياء وکثرتها التي نراها فهي في نظرهم ظهور الوحدة، لذلك يقول الخميني: (وأما الذي يشاهد الکثرة بلا إحتجاب عن الوحدة ويری الوحدة بلا غفلة عن الکثرة يعطي کل ذي حق حقه، فهو مظهر الحکم العدل الذي لا يتجاوز عن الحد وليس بظلام للعبد، فحکم تارة بأن الکثرة متحققة، وتارة بأن الکثرة هي ظهور الوحدة (١٨). وهو نفس قول إبن عربي السابق ((کل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الکثيرة))، ويقول إبن عربي عن الکثرة " وأن التفريق والکثرة کأعضاء في الصورة المحسوسة، والقوی المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في کل معبود " (١٩).
وعن کون الإشياء التي حوالينا وخاصة المادية منها ظل الله تعالی يقول الخميني: (( فالعالم كما أنه ظل وجوده ورشحة جوده، ظل كمال وجوده، فقدرته وسعت كل شيء وقهرت على كل شيء والموجودات بجهات أنفسها لا شيئية لها ولا وجود)) (٢٠).
وأما عن الفناء فقد کان الخميني ککل غلاة المتصوفة يعتقد أنه لا يصل إلی التوحيد الحقيقي إلا بالإضمحلال الکامل والإستهلاك الکلي والفناء التام في ذات الله تعالی لذلك إستشهد بالبيت الذي أنشده الحلاج:
بيني وبينك إني ينازعني *** فارفع بلطفك إنيي من البين
وقبل أن نذکر توضيح الخميني وتفسيره للبيت المذکور لابد من توضيح البينية و (إني) اللذين يذکرهما الحلاج ويطلب من الله تعالی رفعهما. والبين الذي يذکره هو الحد الذي بينه وبين الله تعالی، وهذا الحد هو کلمة (إني) التي تعني إنسانيته، وإذا رفعت هذه الکلمة، أي إنسانيته، لم يبق إلا الله تعالی، أي يفني ويضمحل في ذات الله، تعالی الله عما يقولون علوا کبيرا.
أعتقد أن معنی البيت الذي أشده الحلاج صار واضحا، لنأتي الآن إلی تعليق الخميني، إذ يقول بعده: " وهو مقام إستهلاك جهة الخلقي في وجه الربي، ووضع نعلي الإمکان والتعين (٢١). وهو نفس الفناء الذي يذکره داود بن محمود القيصري: (( المراد من الفناء فناء جهة العبد البشرية في الجهة الربانية إذ لكل عبد جهة من الحضرة الإلهية... وهذا الفناء موجب لأن يتعين العبد بتعينات حقانية وصفات ربانية)) (٢٢).
وفريد الدين العطار يشبه فناء السالك في الله كفناء القطرة في البحر. (٢٣)
وبهذا إتضح معنی قول الخميني السابق " وهو مقام إستهلاك جهة الخلقي في وجه الربي " وهو فناء الخلق في الله تعالی.
وضمن حديثه عن الرکن الرابع من أرکان التوحيد (٢٤) في مصباحه يتحدث عن توحيدي الصفتي والذاتي، ويقول: ((والتوحيد الصفتي إستهلاك الصفات والأسماء في أسمائه وصفاته والتنزيه في ذلك المقام عدم رٶية صفة وإسم في دار التحقق إلا صفاته وأسمائه )). وهذه إشارة واضحة إلی فناء صفات وأسماء المخلوق في صفات وأسماء الخالق، تعالی الله عما يصفون. وهو نفس کلام أصحاب وحدة الوجود أن لا وجود إلا وجود الله. 
وأما مقصوده من دار التحقق، إذ يقول الکاشاني: (( التحقيق شهود الحق في صور أسمائه التي هي الأکوان، فلا يحجب المحقق بالحق من الخلق، ولا بالحق عن الحق)). (٢٦) والحق هو الله تبارك وتعالی. والتحقق معناه معنی التحقيق کما جاء ذلك في معجم المصطلحات الصوفية للشيخ الدکتور أنور فٶاد أبي خزام.
ثم يضيف الخميني: (( والتوحيد الذاتي إضمحلال الذوات لدی ذاته، والتنزيه في ذلك المقام عدم رٶية إنية وهوية إلا الهوية الأحدية )). وهذه إشارة إلی فناء ذوات المخلوقات في ذات الله تعالی، ولا يبقی إلا ذاته سبحانه وتعالی عما يقولون علوا کبيرا.
وفي کتابه (شرح دعاء السحر) يشرح الخميني للسالك کيفية الوصول إلی المرحلة النهائية التي يسميها بالغاية القصوی التي هي عنده الإستهلاك في ذات ربه المطلق (أي ذات الله تعالی المجردة عن کل إسم وصفة)، وأنه لابد أولا من السير إلی منازل ومدارج ومراحل ومعارج من الخلق، من الإنسانية إلی الألوهية التي يسميها بالحق المقيد، ويعني به ربه ذي الإسماء والصفات، وأنه لابد أيضا من تخطي هذه المرحلة أيضا بقطع المنازل والمعارج للوصول إلی المرحلة النهائية أو التي يسميها بالغاية القصوی، إلی ذات الله المجردة عن کل إسم وصفة، المرحلة التي تفنی عندها کل التجليات الخلقية والأسمائية والصفاتية في ذات الحق تبارك وتعالی. (٢٧)
ويقول: ((فإن خرجنا عن هذه القرية المظلمة الظالم أهلها، وفارقنا هذه الدور الموحشة الداثرة مهاجرا إلى الله ورسوله، وشملتنا العناية الأزلية بدرك الموت والفناء في ذاته وصفاته وأسمائه فقد وقع أجرنا على الله)) (٢٨).
وقبل أن أختم أقوال الخميني في هذا الصدد أود إيراد قول آخر له يجمع فيه کل الأقوال السابقة، کون أن الله تبارك وتعالی هو کل الوجود وأن العالم ظله ومن ثم فناء العالم فيه، وأن العالم هو. إذ ينقل قولا للمحقق الداماد من کتابه القبسات، ويقول: " وهو تعالی کل الوجود وکله وجود وکل البهاء والکمال، وهو کله البهاء والکمال، وما سواه علی الإطلاق، لمعات من نوره ورشحات وجوده وظلال ذاته ". إلی هنا أنهی کلام الداماد، ثم بدأ يعلق عليه بالقول: " فهو تعالی بهاء بلا شوب الظلمة، کمال بلا غبار النقيصة، سناء بلا إختلاط الکدورة، لکونه وجودا بلا عدم وأنية بلا مهية، والعالم باعتبار کونه علاقة ومنتسبا إليه وظله المنبسط علی کل الهياکل الظلمائية والرحمة الواسعة علی الأرض الهيولائية، بهاء ونور وإشراق وظهور، " قل کل يعمل علی شاکلته " الإسراء/٨٤، وظل النور نور، " ألم تر أن ربك کيف مد الظل " الفرقان/٤٥، وباعتبار نفسه هلاك وظلمة ووحشة ونفرة " کل شيء هالك إلا وجهه " القصص/٨٨، فالوجه الباقي بعد إستهلاك التعينات وفناء المهيات، هو جهة الوجوب المتدلية إليه التي لم تکن مستقلة بالتقوم والتحقق، ولا حکم لها بحيالها، فهي بهذا النظر هو ". أي أن العالم بهذا النظر هو الله. (٢٩) (٣٠).
وفي ختام هذه الأقوال نعرج إلی قول محقق کتاب اللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري، هاشم الميلاني، عند الرواية المنسوبة إلی أحد أئمتهم ((لنا مع الله حالات هو فيها نحن ونحن هو، وهو هو ونحن نحن ))، إذ يشير في الحاشية إلی قول الخميني السابق الذي نقله عن إبن عربي، وبعده يقول: وورد في الزيارة الرجبية: "... فجعلتهم معادنا لكلماتك، وأركانا لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان، يعرفك بها من عرفك، لا فرق بينك وبينها الا انهم عبادك وخلقك... ". وفي ذلك يقول الشاعر:
رق الزجاج ورقت الخمر *** فتشابها وتشاكل الأمر
فكأنما خمر ولا قدح *** وكأنما قدح ولا خمر (٣١)
أنظروا إلی قوله (لا فرق بينك وبينها الا انهم عبادك وخلقك) ومن ثم البيتين اللذين إستشهد بهما کيف يذکر التشابه والتشاکل بين الخالق والمخلوق.  
وفي هذا المقام أود القول إن عقيدة وحدة الوجود لدی الشيعة ألقت بظلال من يحموم علی مجمل عقائدهم، وهي سر الغلو لدی هذه الفرقة والمفتاح الذي به تفتح الأبواب علی مصاريعها لفهم أسباب الغلو لديها، لماذا يقولون أن أئمتهم جزء من الله ولسانه، وقلبه ونفسه، ويعلمون الغيب، ويديرون الکون، وکونهم نورانيون.. وما إلی ذلك  من الأقاويل التي يوصفونهم بها. وتأکيدا لذلك أورد هنا تفسير الخميني لقوله تعالی: " يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ " الرعد/٢. يقول: أي ربکم الذي هو الإمام. إنه فسر کلمة (ربکم) بالإمام، أي أن الإمام ربکم، (٣٢). ((سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ )) سورة الصافات/١٨٠.
حلقات أخری تتبع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) فصوص الحکم. إبن عربي. ص١١١.
(٢) الفتوحات المکية. إبن عربي. ج٢. ص٤٥٩.
 (٣) فصوص الحکم. إبن عربي. ص١٠٨- ١٠٩.
(٤) فصوص الحکم. إبن عربي. ص١٩٢.
(٥) فصوص الحکم. ص١١٢.
(٦) فصوص الحکم. إبن عربي. ص ٢٢٦.
(٧) فصوص الحکم. ص١٠٩- ١١٠.
(٨) فصوص الحکم. ص١١١.
(٩) فصوص الحکم. إبن عربي. الفص الإبراهيمي. ص٨٠.
(١٠)  فصوص الحکم. إبن عربي. المقدمة. ص٢٩. 
(١١) فصوص الحکم. إبن عربي. الفص اليوسفي. ص١٠١.
(١٢) ديوان عبدالغني النابلسي.
(١٣) مصباح الهداية. الخميني. منشورات مٶسسة الأعلمي للمطبوعات. الطبعة الأولی لسنة ٢٠٠٦. ص١٢٤.
(١٤) أنظر فصوص الحکم، ص٧٨.
(١٥) ذکر الخميني کلمة المشيئة بدلا من المشبه، فعندما راجعت المصدر الأصلي – فصوص الحکم- وجدت الکلمة علی ما ذکرناها وليست –المشيئة- التي ذکرها الخميني أي لم يکن أمينا في النقل. أنظر فصوص الحکم. ص٧٨.
(١٦) مصباح الهداية. الخميني. ص١٢٤.
(١٧) فصوص الحکم. إبن عربي ص ٧٨.
(١٨) مصباح الهدی. ص١٢٤.
(١٩) فصوص الحکم. إبن عربي. ص٧٢.
(٢٠) شرح دعاء السحر. ص٦٥. فصل إشراق عرشي.
(٢١) شرح دعاء السحر. ص٥٨، وفي طبعة أخری ص١٠٣.
(٢٢) مقدمة شرح الفصوص. للقيصري، مخطوط نقلا عن (ملحقات ختم الأولياء) للحکيم الترمذي ص٤٩١، ط، بيروت.
(٢٣) منطق الطير. فريد الدين عطار. المقالة الرابعة والأربعون. ص٤٠٤، ط، دار الأندلس. بيروت.
(٢٤) طبعا أرکان التوحيد التي يذکرها الخميني لا وجود لها في کتاب الله ولا في سنة رسوله بل هو توحيد علی طريقة غلاة المتصوفة.
(٢٥) مصباح الهداية. الخميني. ص١٤٤.
(٢٦) معجم إصطلاحات الصوفية. عبدالرزاق الکاشاني.
(٢٧) أنظر شرح دعاء السحر ص٥.
 (٢٨) شرح دعاء السحر. ص٦٨. فصل إشراق عرشي.
(٢٩) شرح دعاء السحر. ص٩.  
(٣٠) وفيما يخص الآيات التي ذکرها الخميني فکل من يرجع إلی القرآن الکريم ويقرأ تلك الآيات والآيات التي قبلها وبعدها سوف يری بوضوح أن لا علاقة لها، لا من قريب ولا بعيد، بالموضوع الذي يتحدث عنه الخميني، بل هي في واد وکلام الخميني في واد آخر. 
(٣١) اللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري. حاشية ص٢٨.
(٣٢) مصباح الهداية. الخميني. ص١٥٥.

نظرية الإمامة لدی الشيعة.. عرض و نقد -1- - خالد سندي
09/10/2012 - 20:47 مقالات نظرية الإمامة لدی الشيعة.. عرض و نقد -2- - خالد سندي
16/10/2012 - 22:24 مقالات نظرية الإمامة لدی الشيعة.. عرض و نقد -3- - خالد سندي
21/10/2012 - 21:17 مقالات نظرية الإمامة لدی الشيعة.. عرض و نقد -4- - خالد سندي
31/10/2012 - 00:48 مقالات نظرية الإمامة لدی الشيعة.. عرض و نقد -5- - خالد سندي
06/11/2012 - 21:57 مقالات نظرية الإمامة لدی الشيعة.. عرض و نقد -6- - خالد سندي
13/11/2012 - 21:57 مقالات نظرية الإمامة لدی الشيعة.. عرض و نقد-7- - خالد سندي
23/11/2012 - 22:09 مقالات

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية