محطة رقم 8 الفرزة الحادية عشرة
    الثلاثاء 20 يوليو / تموز 2021 - 19:04
    عطا يوسف منصور
    نُقِلتُ الى سجن الكوت وهو من تركة الدولة العثمانية التي افل نجمها بالحرب العالمية 1914 / 1918 الا الواجهةَ فقد تم تجديدها في الخمسينات بعد هروب بعض الشيوعيين منه عام 1953 وعددهم 14 ثم تم القبض عليهم كما بينتُ ذلك سابقًا والواجهة المبنية الجديدة تمتد من الجدار الملاصق لمقبرة الانجليز الى الجدار الملاصق لبيت الحاج هويدي محمد جوده العبودي والد جواد الموظف في البلدية والأستاذ كاظم  وفي منتصف البناء باب رئيسي يرتبط بممر يتصل بطارمة خشبية مرتبطة بالبناء الجديد وعلى امتداده .  

    والدخل الى الطارمة تكون على يمينه حجرة  آمر السجن وعلى يساره حجرة مدير السجن وكان المدير آنذاك أبا سعد الحديثي وبين الحجرتين مدخل يُفضي الى باب ثانية للسجن بعد نزول دركتبن لأن البناء الجديد اعلى  من البناء القديم وبين الحجرتين باب حديدي كبير ينقسم الى قسمين فبقسمه الايمن يوجد باب صغير للداخل والخارج بطريقة منحنية  ولا أظنه الا لإهانة السجناء بهذه عند الخروج او في الدخول وفي واجهة 
    الباب الى الأعلى توجد الاية الكريمة / ولكم في الحياة قصاص يا أُلي الالباب .

    والشخص الداخل للسجن في القسم الاول منه وهو قسم الاحكام الخفيفة ويشكل محيط السجن من جهاته الاربع مباشرةً وتكون أمام الداخل فتحةً بلا باب يدخل منها الى حجرة فيقابله باب حديدي مُشبّك وفي الحجرة يوجد وجاغ لعمل الشاي يعمل عليه احد السجناء لبيعه الى الموقوفين و الى السجناء وفي هذا السجن كانت انتفاضة الشيوعيين عام 1956 سقط على اثرها سبعة ضحايا دفنوا في مقبرة اليهود القريبة من ملعب الكوت الرياضي ثم تم اخراجهم وتشييعهم بعد سقوط الحكم الملكي .

    وعند الدخول من الباب الحديدي المشبك يكون الداخل في باحة سجن الاحكام الثقيلة حيث يمتد جدار  بطول عشرة امتار  ثم ينكسر الى قاووش او عنبر رقم 5 ليُكَوّنَ سجنًا انفراديًا وبابه على قسم الاحكام الخفيفة ويحمل رقم 4 حسب تسلسل العنابر وقد يكون للمحكومين بالاعدام .  

    ومن الجهة اليسرى المتصلة بالباب الحديدي يرتبط بناء القاووش او العنبر رقم 1 ويرتبط به بناء يشكل زاوية قائمة لقاوشين او عنبرين هما رقم 2 ورقم 3 أمّا قاووش أو عنبر رقم 4 وهو القسم المفروز يأتي بجانبه قاووش او عنبر رقم 5 وبجانبه يأتي بناء على شكل [ بنكله ] او جملون فيكون هو القاووش الاخير الذي يحمل رقم 6 وبجانبه حجرة بناؤها قديم مغلقة بعدها تأتي المرافق الصحية وعددها 4 تمتد بصف واحد يقابلها من الجهة اليسرى الحمّام ومساحته عشرون مترًا مربعًا تقريبًا  والاستحمام به كل اسبوع ويلتصق بجداره الخارجي حوض ماء من الاسمنت لغسيل الايدي ولغسيل مواعين الاكل وعليه خزّان كبير  معدني للماء فيه حنفيتان وفوق الخزان حنفية لملئه من ماء الاسالة العامة وعلى الجدار القريب من قاووش رقم 3 سِمّاعة ترتبط براديو / مذياع يُدار من قِبَل الادارة نسمع منه احيانًا بعض الاخبار والمحاكمات التي كانت تجري مع قيادة الحزب الشيوعي وهي تُدلي باعترافاتها وبهذا تكتمل الصورة لسجن الاحكام الثقيلة من داخله . 

    حملتُ يطغي [ بطانيتان ومخدة ] وتوجهتُ الى قاووش / عنبر رقم 6  ثم جعلتُ مكاني الاقرب الى الباب كان في القاووش على ما اتذكر المدرس المسيحي وهو من الموصل زكي حيوا والكادر الحزبي المعلم الصابئي المندائي سميع داوود الذي تعلمتُ منه نظم الشعر  معتمدًا على الإيقاع والسليقة وهو شاعر لكنه مُقِلٌّ والى جانبه أخوان صابئيان لا اتذكر اسمهما ومعنا ايضًا القصاب حسن كسوب ومعه اخوه حمزه وكان حسن يشتكي من داء النقرس ونائب ضابط اخبرني انه من الحلة وكان ايضًا المعلم جواد نوروز  والد باسم زميلي في الابتدائية وجارنا الخياط فياض ملا اسماعيل وطالب اسمه حسن كان يتمتع بصوت عذب فنتمتع بغنائه لا اتذكر اسم والده ومعنا سيد علوان وأخوه سيد علقم وهما من العزة واخرون لا اتذكرهم .

    اما قاووش رقم 5 فأتذكر  منهم ابن محلتي وصديقي على الفيسبوك الخطاط نوري عبد سنجر وكاظم الزنكي وعبد الامير جعفر ومعه والدهُ وهما من قضاء النعمانية واتذكر فيه ايضًا المهندِسَين الزراعيين كريم ابو عمر وخضير وهما ليسا من اهل الكوت .

    اما في قاووش رقم 1 فأتذكر منهم الكادر الشيوعي حسون الحركاني والحلاق حمد صفر وحبيب ظاهر وأخويه المعلم شبيب وجواد الذي كان معي ايام التنظيم وفيه ايضًا ثابت قماري وموظف صحي اسمه حسن ليس من ابناء الكوت وناجي زرزور  وجعفر نوري/جعي نيركه وجليل عبد علي اسكندر واخوه حسين / وكريم عراقي أخو عباس محمود الكادر الشيوعي الذي كان اول مسؤولٍ لأخي نافع في بداية دخوله للحزب وفيه أيضًا عمران سكينة واخوه ياسين / والمعلم عبد الرضا كاظم المنتسب الى بيت السبع واخرون لا  أتذكرهم . 

    اما قاووش رقم 2 ففيه الكادران الشيوعيان المعلم محمد نادر واخوه المعلم ابراهيم / والكادر الشيوعي جليل عباده الذي كنتُ أحمل له رسائلاً من نافع أيام كان بالتنظيم/ والمعلم جواد كاظم المنتسب لبيت السبع المدرس خضير عباس الدعج مدير متوسطة التحرير أيام كنتُ في المتوسطة عام 1958 الى يوم انقلاب 8 شباط 1963 وفيه الكادر الشيوعي المعلم ماجد النهر والمعلم كاظم فرحان من اهل الحي ومنصور الحسن ومعه ابناه المهندس عباس ومحسن/ وفيه أخو ماجد محمد أمين المدعي العام في محكمة الشعب/ والمحامي جواد العكاشي مدير دائرة التبوغ في الكوت الذي كان كلما يراني يقول لي / ماورطني بالشيوعية الا اخوك نافع / فأضحك من قوله  الى أن أجبتُهُ في اخر مرة ان قولك هذا يا أستاذ يقلل من قيمتك وأنّك لم تكن طفلاً  عند  دخولك للحزب/ واخر مَنْ أتذكر في هذا القاووش الكادر الشيوعي جميل ناشور  وهناك اخرون لا اتذكرهم . 

    اما في قاووش رقم 3 فأتذكر جميل الجصاني وحسن الجصاني وحسن الدعج الذين اعترف عليهم وعليَّ دفار إعرير / وفيه ايضًا المعلم صبحي ناموس الجصاني واخوانه المعلم حسن والمعلم كاظم والمعلم مكي وعبد الأمير وكان معي قبل خروجي من التنظيم / وفيه أيضًا معلمي كاظم الوتار والمعلم نزار صعصع وعبد الرزاق الغرباوي وابنه المدرس لا اتذكر اسمه / وفيه أيضًا جليل ملا ابراهيم وأخواه حسين وخليل وفيه المسؤول العمالي فاضل الجصاني واخوه عباس وفيه ايضًا عمران الحاج سلمان والمعلم محمد موزان والمعلم سعيد عساف منصور والمعلم حازم السامرائي الذي كانت له اعمال يوم الانقلاب اقل ما يُحكم عليها هو الاعدام الا انه كان غير مبالٍ وكثير المِزاح وقد  كان يقول / انا سامرائي وسأخرج قبلكم / والموظف زهير تقي الجشعمي وسالم العطار اخو ثابت العطار / وفيه ايضًا المعلم عبد الاله الخناق والمعلم سليم كاظم الخناق والمدرس شوقي الصوري والمعلم حسن شغيدل وفرحان يوسف الجعيفري والشاعر عبد النبي مجيد واقاربه المعلم عبد الرزاق رشاد وآخرون لا اتذكرهم .

    واتذكر بشكل عام المعلم جميل برقي ويحيى عناد زميلي في المتوسطة وفاضل سيد يوسف الغربان والطالب اسماعيل الذي كنتُ مسؤولاً عنه قبل خروجي من التنظيم وهو من اكراد الشمال والمعلم جاسم محمد عباس وعبد الواحد خماط العابدي  والموظف الصحي عبد الحسين السعيدي وابن عمه علي السعيدي والقصاب جواد شاوي والمدرس  رحيم حسين الساعدي وممن أتذكر الكادر الشيوعي وارش كاظم الجصاني ومعه والد  زوجته الذي لم يتجاهله او يتناساه أثناء اعترافاته ومعنا أيضًا كاظم الصباغ خال زميلي فوزي عبد الحسين القماش والكادر الشيوعي فتاح طه الدخيل والكادر المتقدم الشيوعي عباس سيد حسين الطباطبائي والكادر الشيوعي فاضل ثامر الذي اصبح رئيس اتحاد الادباء في العراق وقد التقيتُهُ مرةً واحدةً في اجتماع حزبي كان في بيت الشيوعي حسن علوان في صوب العزة/ الفيصلية وذلك لتقييم عمل اللجان الحزبية الفرعية من قبله . 

    ومن مضحكات الامور اني شاهدتُ البناء الاخرس وهو من محلتنا متهمًا بالتظاهرات التي خرجت يوم الانقلاب وهناك اخرون لا اتذكرهم . 

    وكان معنا في التوقيف / الشيوعي البسيط ابو دعدوش أقول عنه مناضلاً لأنه تحمل من الضرب والتعذيب الكثير على لا شيء بعد ان بدأت بالاعترافات قيادة الحزب المركزية التي كُنّا نستمع الى اعترافاتها واتذكر منهم القيادي عبد القادر البستاني اضف لها اعترافات اللجنة المحلية وعلى رأسها المعلم وارش كاظم الجصاني الذي اعطا كل ما في عَيبتِهِ من اسماء ومثل أبو دعدوش حسن البقال / لا اتذكر اسم ابيه / وحسين ميرزة الطرشجي هؤلاء البسطاء في درجتهم الحزبية والحالة المادية كانوا اكثر تضحيةً فنالوا مني ما يستحق ذكره وفي نفس القاووش حسن اخو أبو دعدوش وهما من العزة وأمّا القياديان علي حسين عاكوله وجليل عبادة أو عبد الخالق فقد اعترفا بعد طول فترة من التعذيب وهنا أقف متسائلاً ما قيمة الصمود وتحمل التعذيب اذا كانت النهاية هو الاعتراف ؟! فالصمود في وسط هذا الانهيار للحزب من اجل الكرامة فعل مشرف كما  حصل في صمود سلام عادل وتضحيته والا فهو حماقة وضرر لا قيمة له .  

    ومن الموقوفين المعلم طلال طويهر وهو من العزة / الفيصلية ومنهم المصاب بمرض نفسي صبّار وهو من الحي وتهمته هي انه يُطيّر الطيور مصبوغةً بالاحمر ومنهم المعلم سعيد بازل والقهوجي سيد كاظم وصاحب مطبعة الغراف نجم صالح وهم من المشروع والمعلم غازي إبراهيم صهر طالب السبع ابو السمك وصهره  الاخر الكادر  الشيوعي المعلم عبد شكاح  وهما من العزة وكاظم عبد عون أبو نصير واخوه المعلم جبار وقد سُفّروا هم وعوائلهم في السبعينات الى ايران وقد التقيتُ بأخيهم موسى عند ذهابي للحج عام 2001 في مدينة قُم ومن الموقوفين القصاب سيد هاشم ومحمد الزنكي وبهاء السعيدي وموسى محمد عباس الذي كتبتُ معه بخط اليد منشورات تطالب بوقف نزيف الدم في كردستان.

    ومنهم أيضًا المعلم رحيم عبيد الشمري وعبد الزهرة شنين والكادر شهاب أحمد الحداد واخوه محمد/وحميد بهار علي والحلاق حبيب اتبينه والخياط قاسم الهندي والخياط عبد علي ومحله في المشروع  والكادر المعلم رشيد طاهر  الجصاني و اخوه سعيد المهندس في معمل النسيج والمعلم قادر الجصاني / والشاعر الشعبي القمّاش كريم تعبان الجاسم والكادر المعلم الشاعر الشعبي جبار شعلان وشاب اسمه مؤيد من بغداد وشاب  أفغاني اسمه جعفر التقيتُ به بالمصادفة في كلية اصول الدين بداية السبعينات عند تقديمي للدراسة فيها .

    ومن الموقوفين أيضًا مدرسي بالانكليزية يعقوب مراد وهو من اكراد الشمال وكذلك الكادر الحزبي كاظم جواد ابو نصير واخوه معلم الرياضة سعدون الذي يسكن حاليًّا في المانيا والكادر المدرس نوري أكبر والكادر المدرس نافع بزركان وياسر بريج من العزة / ومعنا إثنان من اكراد الشمال اعرف احدهما اسمه حسن زنكنه والاخر لا اتذكر اسمه وهذا الاخير قام بعملية انتحار وذلك بقطع شريانّي يديه  اليمنى واليسرى وكان الانتحار في احدى مراحيض السجن وقد تم انقاذه .

    وممن كان موقوفًا أيضًا الدكتور الجراح احمد كدك البامرني الذي اجرى عملية جراحية لأحد الموقوفين في شفرة حلاقة استأصل بها له زائدته الدودية وتمت بنجاح ومن الموقوفين أيضًا القهوجي حسو او حسون البرنوني يسكن عكد العلوة وكانت مقهاه مُرتادًا الى كوادر الشيوعيين في محلة سيد حسين . 

    ومن الموقوفين زهير تقي أخو فائق تقي الموظف في التربية واخرهم النجار حسن عوفي واخرون لا اتذكرهم. 

    الدنمارك / كوبنهاجن                                                            الثلاثاء في 20 / تموز / 2021 

    الحاج عطا يوسف منصور  

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media