محطة رقم 8 الفرزة الثانية عشرة
    السبت 14 أغسطس / آب 2021 - 06:49
    عطا يوسف منصور
    كانت قوائم الاسماء المطلوبة للتحقيق تأتي كما ذكرتُ سابقًا بحدود الساعة الثامنة وبعد ايام تم طلبي الى التحقيق ولجنة التحقيق نفسها فمن الحرس القومي المعلم خالد العاني والمعلم الكردي حمه سور/ محمد رسول ومن الشرطة المعاون شوكت السامرائي وجباره وزيادي او زيدان ويرأسها المعلم محسن صالح البندقي وعند وصولي والمجموعة ادخلوني وأحد المعتقلين في المرافق الصحية العامة ولا أدري ما سيحصل لنا  فوقف صاحبي بزاوية في الداخل ووقفتُ في الجهة المقابلة له وبعد مشوار دخل علينا جباره وهو يسب بما طاب له من بذيء الكلام ثم خرج وعاد ثانيةً فاخذ بيده علبةً [ قوطيه ] من احدى المرافق وملأها بطفح النجاسة ورمى به على صاحبي فقلتُ في نفسي سيلحقني الدور  الا ان التحقيق وصلني فأنقذني وكان اسمي اخو نافع وكنتُ من حصة المعلمَين خالد العاني وحمه سور  فاشتغلاني بالضرب وكان في الغرفة موسى محمد عباس احد اعضاء لجنة المدينة وكان بيني وبينه عمل حزبي مشترك ذكرتُهُ انفًا ووجدتُ كاظم الصباغ واقفًا وكانت لي معه عِدّة اجتماعات في بيت القصاب جواد شاوي وبعد ان اخذتُ قسطي من التعذيب طلبتُ التوقف لكي اعترف فاجلسوني على المصطبة فخاطبتُ المعاون شوكت السامرائي لماذا تنادونني / أخو نافع ولا تنادوني باسمي فلم يردَّ على سؤالي وتدخّل خالد العاني ليسألني هل من المعقول أنت لا تعرف هذا واشار الى موسى محمد فقلتُ له وهل تعرف انتَ كل البعثيين ؟ وكل الذي أعرفه هو ابن محلتي وانسان وطني فسكتْ واذا بكاظم الصباغ يأخذ بسبِّ الشيوعيين مع كلام بذيء عن نساء الشيوعيين واعراضهم كلام لم أسمعه حتى من الجاسوس جباره فقررتُ أن انتقم بمعاقبته على يدهم فقلتُ الى خالد العاني / هذا يكذب عليكم هذا كان معي وكانت اجتماعاتنا في بيت القصاب جواد شاوي واذا بجبارة يضربه على عينه فيُدميها  وترتاح نفسي بهذه الضربة رغم اني تألمتُ على كشفي اسم القصاب جواد شاوي بعد هذا الموقف نادوني باسمي للتحقيق واخرجوني الى الممر وقعدتُ على طاولة الاعتراف للمرة الثالثة فذكرتُ السابقين واضفتُ  اخر خلية عملتُ معها المكونه من عباس جهاد ورحيم هادي وعلي عبد اتبينه وجواد ظاهر وأضفتُ لهم بهاء السعيدي وعبد الامير الجصاني وعبد الرزاق جبر وقد عاتبني اخوه عندما سألني على مَنْ اعترفتَ فاخبرته بالحقيقة لأن اخاه خارج العراق وبقيتُ متحيرًا بشخصين اسمهما اسماعيل فواحد موجود معي وهو  كردي شمالي والاخر اسماعيل محمد عباس وكان رفيقي في ايام التنظيم وهو خارج العراق فكتبتُ اسم اسماعيل من دون أن أذكر الاب ولما سألني اسماعيل الموجود معي أخبرتُهُ باني ذكرتُ اسم اسماعيل فقط وبامكانك أن تُنكر وتطلب شهادتي فانصرف وهو منزعج ولا ادري ما حصل معه ولم يخبرني عمّا حصل معه في التحقيق ولم أسأله ولا ادري كيف يكون التصرف مع ناسٍ اقربهم لي خانني ممن داريتُ عليهم ولم يُراعوا تكتمي على أسمائهم ولم يتعاملوا معي باخلاقية صديق فيكاشفوني بما عزموا عليه بتلك اللية التي اخبرتهم عن تكتمي على أسمائهم فكيف اثق بعدها والكل يعترف دون ان يذكر أسماء مَنْ اعترف عليهم كما سألني معلم الرياضة جاسم محمد عباس اخو اسماعيل فذكرتُ له اني ذكرتُ اسماعيل دون أن أذكر اسم الاب وهو خارج العراق فعاتبني وهو غاضب و يبقى رضاء الناس غايةً لا تُدرك .

    وبعد اشهر دبّتْ الخلافات بين القوميين وعلى رأسهم العقيد / المشير عبد السلام وبين القيادات المدنية البعثية فتم توقيف بعض القوميين وسمعتُ بتوقيف مدير الاعدادية الاستاذ صبيح مكي الاوسي في السجن فقررتُ ان اراه  وهو في القسم الاول/ قسم الاحكام الخفيفة والطريقة الوحيدة للخروج الى هذا القسم هي القيام بجلب الطعام لوجود المطبخ هناك وفي فترة الغداء حملتُ سطلتين واحدة للرز  والاخرى للمرق الااني لم أرهُ في ذهابي وبعد اخذي الطعام التقيتُهُ لوحده على باب حجرته المحجوز بها فسلمتُ عليه وسألتُه من باب الطرافة / هل قالوا لك خمس دقائق وتطلّع فتبسم في وجهي ولا ادري كم لبث في التوقيف . 

    وهنا لا بدّ من ذكر حركة رئيس العرفاء حسن سريه أو سريع حيث تحرك هذا العسكري بدافع وطني لإنقاذ العراقيين من وحشية البعثيين والقوميين في قتل وتعذيب المعارضين والغالبية هم من الشيوعيين و سمعتُ أنّه قد فاتح الشيوعيين وطلب منهم مؤازرته فأعطوه الاذن الصماء فقام بحركته الشجاعة مع مجموعة من الجنود الشجعان في معسكر الرشيد . 

    وما سمعتُهُ انه ارسل بعض المشاركين معه بدبابة الى الاذاعة وفي الطريق يتم القبض عليها ويأتي على ظهر الدبابة عبد السلام عارف مقيدًا وهي خطة للتمويه والخداع ليدخل الى المعسكر وبدخوله تنقلب الامور على حسن سرية واعوانه ولا  أدري لماذا لم يتوجه حسن سريه في اول تحركه لسجن رقم 1 واطلاق المسجونين فيه وهم من كبار الضباط ومنهم طيارون وقد سمعتُ عن طريق مذياع السجن بعض جلسات محاكمته  فكان في ردوده ودفاعه امام قضاة المحكمة العسكرية رجلًا شجاعًا واثقًا من نفسه في حين كانت القيادة الشيوعية قي غاية الانكسار والهوان عندما كنتُ اسمع اعترافات بعضهم من اذاعة السجن على كل حال كانت هذه الحركة مخاضًا لم تحالفهُ الظروف وهي مفخرةٌ لرجالٍ نجباءٍ يسجلها التأريخ لهم.  

    وفي بداية تشرين ثاني تتم احالتي ومجموعة من الموقوفين الى المحكمة العسكرية الثانية وهي من موروثات الزعيم التي تركها الى ورثته الانقلابيين من البعثيين والقوميين .  

    نقلونا ونحن مجموعة من سجن الكوت الى الموقف العام الواقع في باب المعظم وادخلونا في موقف رقم 6 كان الموقف يرتفع ثلاث درجات عن الارض وعند الدخول من باب الموقف يجد الداخل امامه فسحة ثم حجرتين عن يمينه تقابل أربع حجرات متلاصقة ترتفع عن أرضية الموقف وهي على يساره وعند دخولي اندفعتُ حاملاً يطغي الى اخر حجرة في الممر فدخلتُها لأضع ما أحمله على ارضها وكان مكاني الى جانب شاب اسمه عادل وحسب تفديري لعمره كان يزيدني بسنتين او ثلاث كما تعرفتُ فيها على ضابط من ابناء الكوت من بيت عبد دبدب كان اخو قصي زميلي في الابتدائية وهو من جماعة الضباط الذين وضعوهم في قطار الشحن / أو قطار الموت ورأيتُ حامد قاسم أخا الزعيم بالمصادفة وفيه شَبَهٌ للزعيم الا أنه أسمر وطوله فوق الربعة. 

    وبعد أن حصلت الميانة بيني وبين عادل تطرقتُ معه عن حقيقة الخط المائل وهو الخط المسلح في الحزب فأكدّ وجوده وأخبرني بأنّه احد افراد هذا الخط وسألتُهُ لماذا لم ينزل الى الشارع يوم الانقلاب فكان جوابُهُ أنّ القيادةَ لم تُعطِ امرًا بذلك وهذا ان دلَّ على شيءٍ فانما يدلُّ على ان القيادةَ  فيها ما فيها من مدسوسين .   

    الدنمارك / كوبنهاجن                                                       الأربعاء 11 / آب / 2021 

    الحاج عطا الحاج يوسف منصور    


    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media