محطة رقم 10 الفرزة الأولى
    الجمعة 5 أغسطس / آب 2022 - 07:19
    عطا يوسف منصور
    قبل تطرقي إلى وضع الغرفة وفترة رئاسة محمد رضا الشريفي الذي ينتسب الى قرية الشريفية في محافظة الانبار اتطرق الى موضوع استغربتُهُ حين تبلغتُ بطلب الحضور الى محل عمل امين السر جابر غلام لفته الذي لا يستغرق وصولي له من مبنى الغرفة الّا دقائقًا على أن يكون اللقاء بعد نهاية الدوام فذهبتُ اليه وكان الاتي:

    سألني أمين السر/ لقد وصلني تقرير من محاسب الغرفة رشاد مهدي هاشم/ أن هناك أشخاصًا يأتون إليك فهل هذا صحيح؟ فأجبتُهُ بنعم هذا صحيح كانت لصديقين الأول يستفسر فيها عن شروط الكفالة والكفيل وهذا وضع طبيعي والآخر كانت لمجرد سلام ولقاء قصير فما هو الضرر من ذلك / فأجابني امين السر الاُفضل لك أن لا تتكرر الزيارات فقلتُ له وانا معك ولكن كيف لي ان اعلم بالزيارة ؟؟ 

    خرجتُ منه وفي رأسي تدور أسئلةٌ ابرزها هو لماذا يكتب رشاد عني أهو تكليف من امين السر أم هو من جهة أخرى ؟؟ ولماذا لم يسألني عن رشاد الذي لا يخلو يوم من زائر له كان المفروض أن يسألني امين الـسر عن رشاد لكنه اكتفى بجوابي وانتهى الموضوع.

    ومن خلال زيارات أصدقاء المحاسب رشاد تعرفتُ على مدرس اللغة العربية البصير داود سـلمان/ من أبناء الكاظمية / حيث جاء الى الغرفة وكان رشـاد في اجتماع لمجلس الإدارة لتدوين مواد الجلسة.

    وحسب توقعي أنّ امين السر جابر غلام لفته أراد أن يُـنبهني الى اني مُراقَبٌ وتأكد ذلك عندما تم توقيفي في عام 1971 بتهمة ملفقة / كوني في تنظيم شيوعي جديد/ سأتطرقُ إليها. 

    كان المحاسب رشاد مهدي هاشم يعمل في الغرفة ويُحاضر مساءً في المتوسطة المسائية الا انه لم يرق له عمل الغرفة فاستقال منها بعد عمل ستة اشهر فيها وحصل على عمل في معمل نسيج الكوت. 

    لم يبقَ في الغرفة غيري والعامل خلف وانتهى عام 1969 ودرجة المحاسب شاغرة وفي مطلع عام 1970 يتم تعيين الحاج محمد صالح بدير ليكون محاسبًا وبعد أن بينتُ له رأيي بشأن المحاسبة وافق على تسليمه الذاتية واخبر امين السر برغبته بذلك فأرسل بطلبي أمين السر ليستعلم مني كيف أدير الحسابات بالطريقة الحديثة التي تُسمى بالبلانجو وشهادتي تقرأ أنّي خريجي الإعدادية الفرع الادبي في حين أن الحاج محمد صالح من خريجي معهد السكرتارية وفيه تُدرّس دروس المحاسبة الحديثة وبناءً على كلامي طلب مني إعداد الميزانية التخمينية التي أعدّها هو واعادتها للغرفة وزارة التجارة لتعديل بعض فقراتها.

    تسلمتُ الميزانية المُعادة وأجريتُ التعديل وتمّتْ مصادقة الوزارة وبهذا العمل أكدتُ إمكاني تولي الحسابات. 

    وللتعريف بالمعهد فقد جاء استحداثُهُ بديلًا عن الفرع التجاري المُلغى في المدارس الثانوية وهذا المعهد لا يشترط نجاح الطالب من الصف الثالث متوسط / أي يتقبل حتى الراسب فيه ومدة الدراسة هي ثلاث سنوات وان شهادته تعادل شهادة الثانوية إلا أنه لا يحق لحاملها الدخول الى الجامعات وأن درجة الخريج منه عند التعيين هي بنفـس درجة خريج الإعدادية.

    وان موقف التجنيد منها هـو الاعفاء من الخدمة وكان أوّل مديرٍ له  المدرس عبد الرزاق حسن منصور السبع.

    وبعد مضي أشهر من عام 1970 يأتي للغرفة كتابٌ من وزارة التجارة يستحثها على إرسال ميزانيتها النهائية للمصادقة عليها وهذا إجراء مُـتّـبع فبادرتْ الغـــرفة بالطلب من أحد مكاتب الحسابات المُجازة قانونًا في بغداد بارسـال أحـد محاسبيها لتدقيق حساباتها وإعداد ميزانيتها الختامية.

    وقبل أيام من حضور المحاسب القانوني هــيّــأتُ السجلات ومنها اسـتمارات الغرفة الخاصة بها والتي تختص بالكفالات وبعد ان اطلّعتُ عليها وجـدتُ ما ليس في الحـسبان وهو ان بعض الكفالات المدفوعة الرسم مكتوب عليها معـفاة من الرسم وهذا ما يُـشير الى أنّ المبلغ مُختلس من قِـبَل رشاد مُـسـتَغِلًا الثقة التي أوْلاها له أمين سـرّ الغرفة وأنّ هذه الاستمارات يتم توقيعها من أمين السر فقط.

    الحقيقة أنّي بقيتُ مترددًا بين أن أقدم هذه الاستمارات مع السجلات الى المحاسب القانوني أم أتركها في مكانها متغافلًا عنها إلّا إذا طلبها المحاسب فآثرتُ فكرة التغافل عنها وعند حضور المحاسب القانوني لم يطلبها مني ومن غريب المصادفات أنّي التقيتُ رشاد مهدي هاشم مع زوجته في محل عمي نوري وبعد السلام سألني عن تدقيق الحسابات فأخبرتُـهُ فسألني مرتبكًا عن الاستمارات فطمأنتُهُ أنّي لم أقدمها للمحاسب القانوني وكان آخر لقاء لي به.

    دخلت الغرفة برئاسة محمد رضا الشريفي أسوء حالاتها في انجاز المعاملات ومن خلال إجراءاته باحتكار توقيع المعاملات صار توقيع البريد محنةً لي وللمُراجع الذي يجهل الموضوع ويطلب انجاز معاملته مني.

    وكان الترتيب المُتّبع سابقًا مع رئيس الغرفة لطيف العـلوان هو ارسال بريد الغرفة بعـد إغلاق الصندوق بحدود الساعة الثانية عشرة والنصف وارساله الى سكرتيرة جعفـر في معمل النسيج حيث يقوم بإدخاله مباشرةً وفي غضون الساعة يتم توقيع المعاملات والاطلاع على بريد الغرفة.

    أما في زمن محمد رضا الشريفي فكان يدخل بريد الغرفة عليه ويُترك الى اليوم الثاني وقد يستغرق أيامًا إذا كان مسافرًا الى بغداد لبعض أعماله الوظيفية وتبقى معاناتي مع المراجعين وأكثرهم لا يُصدق وقد يؤولها  بعض البعثيين ممن يضمر في نفسه ما لم يعلم به إلا الله فتكون مؤشرًا ضدي.                               

    استمرت فترة رئاسته لغرفة التجارة لغاية شهر تشرين ثاني من عام 1974.



    الدنمارك/ كوبنهاجن                                                          الجمعة في 5 آب 20

    الحاج عطا الحاج يوسف منصور 

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media